Site icon IMLebanon

مقدّمة نشرة أخبار “المنار” المسائية ليوم الجمعة  في 3/4/2015

 

بمنولِ الصبر، حاكت الجمهوريةُ الإسلاميةُ الايرانيةُ ما وصفهُ خُصومُها بالتفاهمِ التاريخي. لم تغازلِ الغرب، بل غزلت بِنِديةٍ شروطَها على دفترِ السنينِ الطويلةِ والمفاوضاتِ الشاقة، فأثبتَت عجزَ مَنطِقِ القوة بوجهِ ثباتِ قوةِ المنطق.

من استمعَ الى باراك أوباما يدرِكُ أنَ ما قالهُ حول الاتفاقِ لا ينتمي الى انتصاراتِ الأمةِ الأميركية، اضطُرَّ الى استحضارِ التفاهماتِ التي ابرمَها اَسلافُهُ بوجهِ الاتحادِ السوفياتي وكوبا دَرءاً للحروبِ كما زَعَم. تفاهُمٌ ضمانَتُهُ فَتوى المُرشدِ الأعلى في إيرانَ قالَ أوباما.

انتظرناها من فمِ محمد جواد ظريف، يرفَعُها بوجهِ مفاوضيه الغربيينَ متى سُئِلَ عن ضمانات، او في خُطَبِ أئمةِ الجمعةِ في قم وطهران متى سُئِلوا عن اسبابِ التفاوضِ ودوافِعِه، لكنها جاءت من فمِ سيدِ البيتِ الابيض، فَيصيرُ الفضلُ ما شَهِدَت بهِ الأعداء. عندَما تُصبحُ فتوى الوليِ الفقيهِ القائدِ ضمانةً، يَحِقُ طَرحُها للتدريسِ في أروقةِ المُنَظِّرينَ للتفاوضِ السياسي بينَ الامم.

تتوسعُ الهُوَّةُ هكذا بين فتاوى المنطقِ والعلم، والفتاوى المبيحةِ للقتلِ والحزم. من أصدَرَها ومَوَّلَها لم يَفقَه اَنَّها لا تَمنَعُ مجزرةً في أطفالٍ أبرياء، ولا تُوقِفُ تقدماً يصلُ عدنَ بصنعاء.

أما اللَّمَمُ من لغوِ السفهاء، فيُترجَمُ بمشهدِ العسكريينَ المحتَجزينَ في مكانٍ ما في الجرود، وما تشييعُ جثمانِ الشهيد علي البزال إلا أصبعُ إدانةٍ بوجهِ المتقاعسينَ والمتاجرين، او الخائفينَ الضعفاء.

وَعَودٌ على بَدء لم تَضعُف الجمهوريةُ الإسلامية، ولا مفاوضوها الذين استُقبِلوا في طهرانَ استقبالَ الفاتحين المنتصرين. صَفَّقَ لهُم أهالي شهداءِ البرنامجِ النووي، والشبابُ المتطلعُ الى جمهوريةٍ أعزَ وأقوى. أما منتدى الدولِ النووية، فَدَوَّنَ في كتابِ الانتساب اليه: خوش أمديد إيران.