عين العرب تَسقُطُ على عيونِ العالم.. التحالفُ الدَّوليُّ والإمبراطوريةُ التُّركيةُ لم يتمكنا من صدِّ غزو داعش على إقليمٍ تسكُنُه الغالبيةُ الكُردية.. هي الحربُ التُّركيةُ على الأكرادِ المستهدفين تاريخياً بهُويتِهم وجغرافيتِهم كوباني..
مَحطةٌ من هذا التاريخ لكنّها توثّقُ اليومَ أفظعَ الارتكاباتِ بحقِّ الشعبِ الكُرديّ.. ولن تكونَ الدولةُ الإسلاميةُ وحدَها سبباً في القتلِ والتنكيلِ والتهجير بل كلُّ مَن رفضَ إمدادِ شعبِ عين العرب بوسائلِ الصمود ووَفقاً لما صرّح به رئيسُ مقاطعة كوباني فقد طلبنا إلى الحكومة التُّركيةِ تزويدَنا السلاحَ لمحاربةِ داعش فخذلتنا وبنتجةِ هذا الرفض تدور حربُ شوارعَ في كوباني وتمتدُّ الاحتجاجاتُ إلى قلبِ تركيا التي تجاهدُ لمنع وصولِ الأسلحةِ إلى الأكراد.. وتتحالفُ بذلك مع داعش على هذا النسيجِ الوطنيِّ بهدفِ إبادتِه أو تهجيرِه على أقلِّ تقدير تخدَعُ تُركيا العالَمَ بتصريحاتٍ لا تعدو كونَها قنابلَ صوتية.. وتؤكّد أنّها ستقومُ بما يترتّبُ عليها لمكافحةِ الإرهاب.. لكنّها ربما تراءى لها الإرهابُ بثوبٍ كُرديٍّ لا بإمارةٍ إسلاميةٍ تتبعُ أنقرة سوادَها.. وتربِطُها بها عَلاقةُ إخوان مسلمين الذراعِ السياسيِّ للقاعدةِ وداعش وما يعادلُهما من حركاتٍ إرهابية ومن روحِ الأخوّة بين الطرفين فقد رَفض رجب طيب أردوغان قبل أيامٍ أن يَنعت داعش بالإرهاب ومنحَهم صفةَ الجهاديين.. فيما أعلن رئيسُ حكومتِه داود أوغلو أنّ تركيا لن تحارب داعش وحدَها.. ولن ترسلَ بجنودَها إلى المعركة من دون أسطولٍ دَوليّ.. معلناً أنّ أنقرة ستدافعُ عن مصالحِها ووَفقاً لصاحبِ نظرية “صفر المشاكل” فإنّ أهمَّ مصالحِ تركيا ستكونُ بصِفرِ الأكراد.. وسْطَ تقاريرَ غربيةٍ تكشِفُ أنّ الدولةَ التركية تراقبُ مجازرَ كوباني من وراءِ الحدود وإذا كانَ المشهدُ على الأرضِ لا يفي بالغرَض لكشفِ النيات.. فإنّ المعارضة التركية تتولّى فتحَ أوراقِ دولتِها وتؤكّدُ بلسانِ رئيسِ حِزبِ الشعبِ الجُمهوريّ أنّ الحكومةَ التركيةَ تساعدُ تنظيمَ داعش سراً .. وأنّ عليها إغلاقَ الحدودِ أمامَ المسلحينَ ووقفَ الإمداداتِ المسلحة والمساعداتِ الطِّبية لهم وتجنيدِ مقاتليهم .
عند الخطِّ التُّركيّ السوريّ الخلايا واعية وتعملُ لقضمِ المناطقِ بإرادةٍ دَولية.. وفي الداخل اللبناني فإنّ داعش يعتمدُ على خلايا نائمةٍ في كلٍّ من طرابلس وعكار كما أعلن قائدُ الجيش العماد جان قهوحي كاشفاً أنّ الإرهابيين يريدون الوصولَ إلى البحرِ وربطَ القلمون بعرسال وتالياً بمِنطقةِ عكار.. لكننا دفعنا بهم إلى الجبال.