فطر سعيد. عطلة عيد الفطر وقبلها عطلة نهاية الأسبوع تتحكمان في الواقع السياسي محليا. فعدد لا بأس به من السياسيين في إجازة طويلة، لن تنتهي قبل نهايات الأسبوع الطالع. حتى الحكومة، المثقل جدول أعمالها بالملفات الداهمة والطارئة، لن تجتمعَ الأسبوع المقبل. أما المشاورات الجدية والعملية في شأن رئاسة الجمهورية فمؤجلة هي الأخرى إلى ما بعد عيد الفطر، علما ان الأجواء المحلية والاقليمية والدولية لا توحي البتة ان ثمة حلا ممكنا لمسألة الشغور الرئاسي. بل ان ثمة مشكلة أخرى تضرب هيبة المؤسسات بدأت تظهر إلى العلن: التمديد لمجلس النواب، وهي مشكلة ستتظهر وستوضع على نار حامية بعد العيد لأن دعوة الهيئات الناخبة يجب ان تتم مبدئيا قبل العشرين من آب.
وسط هذه الأجواء المحكومة بالاسترخاء، لفت الاجتماع الذي انعقد بين النائب وليد جنبلاط والسيد حسن نصرالله. الاجتماع تطرق إلى قضايا لبنانية واقليمية، والبارز في الشأن المحلي تشديد الطرفين على ضرورة الاسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية لانهاء حالة الشغور القائمة، وهو موقف تزامن مع تجديد البطريرك الراعي دعوة مجلس النواب للالتئام وانتخاب رئيس جديد سواء كان من داخل قوى 8 و14 آذار أو من خارجها.
التطور السياسي رافقه تطور أمني تمثل في إعلان اسرائيل حال التأهب على الحدود الشمالية مع لبنان والجولان. وهو أمر على ارتباط وثيق بما يجري في غزة حيث تواصل العدوان الاسرائيلي مع سقوط وقف اطلاق النار، وبسقوطه سقط المزيد من الشهداء.
لكن قبل تفصيل كل هذه العناوين، وقفة عند موضوع اجتماعي يهم عددا كبيرا من اللبنانيين. فالمصارف بدأت تتريث في الموافقة على طلبات القروض الموجهة إلى المؤسسة العامة للاسكان، فهل يعني هذا ان المؤسسة على شفير الافلاس؟