حملة سلامة الغذاء كانت سياسة وزارة، فأصبحت سياسة حكومة، على أمل ان تصبح نهجا عاما في كل الحكومات. هذا ما قاله الوزير ابو فاعور اليوم، لكن ما لم يقله هو ان الحكومة والدوائر الرسمية لا تعمل على موجة واحدة، والدليل الفاضح السجال غير المسبوق بين محافظ بيروت ووزير الصحة، ما جعل الدولة تبدو دويلات، بحيث ضيع المواطنون البوصلة وما عادوا يعرفون الصواب من الخطأ.
وما يقال عن الضياع في ملف الغذاء، ينطبق أيضا على ملف الزواج المدني، فوزارة الداخلية لا تسجل الزيجات المدنية، فيما وزارة الخارجية تقول إنه أصبح بامكان اللبنانيين تسجيل زواجهم في لبنان. فمن يصدق الراغبون في الزواج المدني: وزارة الداخلية أم وزارة الخارجية؟
وسط هذه المعمعة الرسمية اللافتة، يحتفل لبنان غدا بعيد مار مارون. العنوان الطاغي على احتفال السنة، الشغور في المركز المسيحي الأول، وهو شغور ليس أكيدا انه سينتهي قريبا، في ظل تعقيدات اقليمية واللاتوافق المحلي.
توازيا، حوار “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” يتقدم، فورقة اعلان النيات لطي صفحة الماضي نهائيا، التي عمل عليها النائب ابراهيم كنعان وملحم رياشي، نالت موافقة النائب ميشال عون بعدما أدخل عليها تعديلين. وهي صارت على مكتب الدكتور سمير جعجع، ليراجعها ويبدي رأيه فيها بعد عودته من السفر. وعلمت ال”ام. تي. في.” انه بعد مصادقة جعجع على الورقة، سيتم تحديد موعد اللقاء بينه وبين عون، على ان يسبقه إعداد جدول أعمال دقيق ليحقق اللقاء النتائج المتوخاة منه.