حدثان في حدث واحد: الحدث الأول الذكرى العاشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، والحدث الثاني حضور الرئيس سعد الحريري شخصيا الذكرى، بعد أربع سنوات من الغياب. وبين الحدثين برز خطاب الرئيس الحريري كمؤشر إلى المستقبل.
أبرز ما يلفت في الخطاب، تخطي حالة الحوار مع “حزب الله” لتوجيه انتقادات قاسية إلى أداء الحزب في عدد من المواضيع أبرزها التفرد بقرار الحرب والسلم، القتال في سوريا والعراق، وجر قوى التطرف إلى لبنان.
هكذا أكد الحريري في كلمته، ان الحوار مع الحزب هو حوار الحد الأدنى وحوار الضرورة وحوار ربط النزاع منعا لانفجار الوضع اللبناني والاحتقان المذهبي.
والسؤال، كيف سيرد “حزب الله” على ما طرحه الحريري اليوم، وهل يؤدي خطاب البيال إلى وقف الحوار أم أنه سيستمر من دون طموحات كبيرة تحت قاعدة تمرير الوقت؟
في هذا الوقت لا تزال التجاذبات الحكومية سيدة الموقف تحت عنوان الآلية. وفي هذا الاطار لفتت الزيارة التي قام بها الرئيس تمام سلام إلى عين التينة، للتفاهم مع الرئيس بري حول الآلية الواجب اعتمادها في التصويت. وحتى الآن لا قرار نهائيا على هذا الصعيد، ما يعني ان الحكومة معطلة حتى اشعار آخر.
لكن التعطيل لا ينسحب على الحوار بين “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر”، إذ ان عودة الدكتور سمير جعجع من رحلته الأوروبية، أعادت تزخيم الحوار، وهو يعكف حاليا على وضع ملاحظاته على ورقة اعلان النوايا، لارسالها إلى العماد عون مرة ثانية ليضع ملاحظاته النهائية عليها، ما يمهد بالتالي للقاء المنتظر بين الرجلين.