لبنان موزع بين ساحتين: الساحة الأولى ساحة النجمة التي صارت عنوانا فاقعا لفشل الطبقة السياسية في انتاج رئيس صنع في لبنان. فالنواب الذين كان يفترض بهم ان يأتوا اليوم للمشاركة في جلسة انتخاب لم يختم محضرها أمس لم يحضروا ففتحوا البلد على مخاطر لا تنتهي بل رهنوا مصير لبنان من جديد بمصير المنطقة. الساحة الثانية ساحة قصر بعبدا التي ستتحول من بعد ظهر غد عنوانا فاقعا لشغور الموقع الأول في الدولة مع احتمالات تمدد الفراغ الى بقية المؤسسات الدستورية.
انها مأساة وطن في سياسيين لم يعتادوا الا على تلقي الأوامر ولم يعرفوا كيف يخرجون من زمن الوصايات والارتهانات. ومع أننا اليوم أحرار فقد أصروا على تسليم مصيرنا للفراغ فصار الوطن بلا رأس وصارت الدولة بلا رئيس.
ساحتا الفشل والشغور تنتجان فعلا واحدا: الانتظار. فاذا كان النائب العماد ميشال عون لا يزال ينتظر جواب تيار المستقبل على طرحه نفسه رئيسا توافقيا فان القوى السياسية اللبنانية لا تزال تنتظر مسار العلاقات السعودية الايرانية في حين أن هذا المسار لا يزال ينتظر نتائج المحادثات الايرانية الاميركية.
وفي القراءة السياسية فان كل هذه الانتظارات لا يمكن ان تنتهي مبدئيا قبل منتصف الصيف على الأقل ما يعني ان شغور موقع الرئاسة الأولى سيمتد مبدئا حتى ذلك التاريخ الا اذا برز في الأفق المحلي والاقليمي والدولي ما يسرع في عملية الانتخاب.
في سياق آخر بدأ البطريرك الراعي من الأردن جولته التي تقوده الى الأراضي المقدسة وهو اطلق من هناك سلسلة مواقف. لكن البارز في اليوم الأول للزيارة انسحاب الراعي من مقابلة تلفزيونية بعدما أصر المذيع على التشكيك في بعض جوانب الزيارة.