اذا كانت الديموقراطية اللبنانية الهشة قد عطلت حركة المؤسسات فان الديموقراطية السورية في لبنان عطلت حركة اللبنانيين.
فالمواطنون حبسوا في سياراتهم او في بيوتهم لساعات طوال لأن قوى سياسية مؤيدة للنظام السوري قررت ان تنظم عراضات وان تسير تظاهرات تأييد للرئيس السوري بشار الأسد.
هكذا تم اغراق منطقة اليرزة حيث مقر السفارة السورية بالسيارات والحافلات التي نقلت مقترعين مؤيدين للنظام.
في القانون المحلي التظاهرات والمواكب السيارة حظرتها وزارة الداخلية لكن هذا القرار لم يحترم.
في القانون الدولي المشهد الحاصل في لبنان لم يكن له مثيل في كل بلدان العالم ففي الاردن مثلا منح الحق بالاقتراع حصرا للخارجين من بلادهم بصورة طبيعية اي لغير الهاربين من جحيم الحرب.
اما في لبنان فاختلطت المفاهيم كالعادة وبدت السلطة عاجزة كالعادة ايضا ما جعل الناس يدفعون الثمن كالعادة ايضا وايضا.
سياسيا لا جديد على صعيد الملف الرئاسي في ظل تأكيدات ان الاستحقاق الرئاسي مؤجل الى ما بعد شهر رمضان على الأقل اي الى ما بعد شهر تموز لأن الظروف الاقليمية والدولية غير مؤاتية لانتخاب رئيس قبل هذا التاريخ.
ومن لبنان الى مصر حيث الديموقراطية الرئاسية متعثرة، فرغم تمديد الاقتراع يوما ثالثا فان نسبة المقترعين لم تصل الى المتوقع والمأمول ما يعني وجود مشكلة في الشارع المصري وعدم حماسته للانتخاب وللمرشحين ولهذا الأمر نتائجه السياسية المباشرة وغير المباشرة وخصوصا على المرشح الأوفر حظا عبد الفتاح السياسي الذي كان يأمل الحصول على تفويض شعبي كبير يسمح له باتخاذ قرارات جذرية وبنقل مصر من وضع الى آخر.