سنوات مضت على جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. حزين كان ذاك اليوم في 14 شباط، فهزت ارتداداته مساحة الوطن.
استفادت قوى التطرف وانتعشت، وخسر الاعتدال. اليوم أعلن الرئيس سعد الحريري المضي في مشروع الرئيس الشهيد على درب الاعتدال ضد التعصب والتكفير، ومن هنا يأتي الدخول في الحوار مع “حزب الله” باعتباره حاجة اسلامية وضرورة وطنية، كما قال الحريري. لكن رئيس “تيار المستقبل” بقي على مواقفه، رابطا النزاع لمنع الانفجار وعدم الانجرار وراء الغرائز المذهبية والامتناع عن تحكيم الشارع.
فند الحريري الخلافات، ومن هنا تبرز أهمية الحوار في رأب الصدع وتقريب المسافات بعدما نقل التباين من الشارع الى الطاولة والتدرج في الاتفاق على الاستحقاقات الوطنية.
الاستحقاق الحكومي يحط حول آلية عملها التي دخلت مسار البحث الجدي، ومن هنا جاءت زيارة الرئيس تمام سلام إلى عين التينة. الرئيس نبيه بري ممتعض من حال الحكومة الحالية التي تقاطع نفسها بنفسها، وتتآكل من الداخل من خلال استخدام متهور لآلية لم تثبت يوما صدقيتها وجدواها ودستوريتها.
يستند رئيس المجلس إلى المادة 65 من الدستور، أي باعتماد النصف زائدا واحدا في بت المواضيع العادية، والثلثين في المواضيع المهمة.
أما المواضيع الخارجية فتفرضها الأحداث المترابطة من العراق إلى سوريا إلى مصر. الجيوش العربية الثلاثة تخوض مواجهة الإرهاب بعزم، للحفاظ على وحدة أوطانها وتماسك جيوشها وشعوبها واستقرارها.
تقدم عسكري في الساحات الثلاث، ترجم في الأنبار وتكريت وشمال بغداد عراقيا. وفي الجنوب السوري المندفع لمواجهة المسلحين عسكريا وشعبيا، من القنيطرة إلى درعا، تبنى فيه أهالي الجولان ما يقوم به الجيش السوري باعتباره تجسيدا لعقيدته في صون وحدة الوطن.
أما صون الوحدة المصرية، فدفعت رئيس الوزراء ووزيري الدفاع والداخلية إلى تفقد شمالي سيناء لمواكبة عمليات الجيش المصري ضد الارهابيين. في هذه المساحة، تريد المجموعات المتطرفة إنهاك الجيش المصري وإشغاله، وتكرر ما حصل في سوريا بإرسال السيارات المفخخة كما حصل اليوم في منطقة الشيخ زويد.