ما عجز عن حصده بالجملة يسعى الى انجازه بالمفرق، وزير الخارجية الاميركي جون كيري لم يستطع مجددا اقناع القيادة التركية بالانضمام الى الحملة العسكرية ضد “داعش”، وفقا لبيان اجتماع جدة، الذي لم توقعه تركيا رغم مشاركتها في الاجتماع.
ولم يقتصر الموقف التركي على رفض مضمون الهدف الاميركي، بل تعداه نحو الشكل ليصل الى حدود عدم حضور اي من القيادات التركية المؤتمر الصحافي لكيري في انقرة، فهل هو حرد ، تمرد ام تبادل ادوار مرسوم سلفا ؟
وعشية اجتماع باريس حول العراق حزم كيري امتعته وتوجه الى القاهرة عله يعوض اخفاقه الظاهر في انقرة، علما ان العلاقة المصرية – الاميركية لا تبدو في احسن احوالها، رغم كلام رأس الديبلوماسية الاميركية عن وقوف مصر عند الخطوط الامامية في القتال ضد الارهاب .
الضبابية إذاً تلف اجواء التحالف الدولي، الذي لا يبدو انه يلقى رواجا حتى في اوساط الدول التي تعاني من ارهاب “داعش” بانتظار اتضاح الصورة ومعرفة الغايات الاميركية من عزل بعض الدول الفاعلة في المنطقة، فهل النية الاميركية الصحيحة هي ضرب الارهاب ام ان وراء الاكمة ما وراءها ؟
ايران ردت على محاولة اقصائها بالتأكيد على عدم اهتمامها بالمؤتمرات الاستعراضية. ولفتت الى استمرار مساعدتها لسوريا والعراق في وجه الارهاب .
على اي حال، فإن اعلان البيت الابيض اليوم مجددا عدم وجود نية للتدخل بريا ضد “داعش” يعني ان واشنطن ماضية بخيار الحرب عن بعد باستخدام طائرات وجيوش المنطقة ما سيؤدي ايضا الى عدم نجاعة الحلف الدولي .
روسيا التي حاولت اليوم لفت نظر الاوروبيين الى سعي واشنطن لقطع العلاقات الاقتصادية بين الاتحادين الاوروبي وروسيا وبالتالي لاجبار القارة العجوز على دفع المزيد للاميركيين مقابل الحصول على الغاز، كانت تستعين بمنظمة شانغهاي التي انتقدت الجهود الاميركية لتقويض السلام العالمي، مشيرة الى ان الامن القومي لا ينبغي ان يتحقق على حساب امن البلدان الاخرى .
في حديث التمديد، تأكيد من الرئيس نبيه بري مجددا على عدم اقتناعه بالسير في هذه التجربة الا اذا كانت هناك خطة واضحة لما بعد التمديد الذي شل في مرحلته الماضية مجلس النواب ولم يفض الى انتخاب رئيس او تغيير قانون الانتخاب، فما الفائدة منه سأل رئيس المجلس ؟.