أسفر السبت الأسود في جبل محسن عن سقوط تسعة شهداء بالاضافة الى الانتحاريين الطرابلسيين لكنه أسفر كذلك عن اعادة ربط النزاع بين طرابلس والحريق السوري على حد تعبير الوزير نهاد المشنوق وأدى الى تصدع خطير في جدار الخطة الأمنية في المدينة وأعاد التذكير بمشهد التفجيرات الانتحارية التي توقفت منذ أشهر بعد السيطرة على مناطق حساسة في القلمون السورية والتي عادت بعد معارك ضارية حصلت منذ أكثر من اسبوع على تلك الجبهة بين حزب الله والنصرة .
واذا صحت المعلومات عن مقتل أحد المشتبه بتورطهم في تفجيري مسجدي السلام والتقوى في طرابلس في آب 2013 سمير الآغا فان التفسير الأكثر منطقية للاعتداء هو الثأر للتفجيرين والرد بالمثل بمفعول رجعي والانتقام من الآغا ومن جبل محسن بالتزامن مع صدور مذكرة توقيف غيابية بحق النائب السابق علي عيد وحوار المستقبل – حزب الله الذي يخضع لمعمودية دم والخطة الأمنية التي تتعرض لأصعب اختبار منذ دخول الجيش الى باب التبانة والوحدة الطرابلسية والوطنية التي تجلت في وداع رجل الدولة الرئيس عمر كرامي.
ما حصل في جبل محسن يؤكد ان هناك سباقا حاميا بين أجندة اقليمية ارهابية وبين أجندة داخلية تسووية وأن هناك سعيا لضرب التفاهمات قبل أن تنضج والحوارات قبل أن تثمر وأن غرفة العمليات الخارجية تتحكم باللعبة الداخلية .
وفي فرنسا شهدت باريس اكبر تظاهرة شعبية في تاريخها منذ تحرير باريس من النازيين عام 1944 ومنذ الاحتجاجات الطالبية في أيار 1968 ردا على جريمة شارلي ايبدو بحضور زعماء ورؤساء ومسؤولين دوليين وعرب للتضامن مع فرنسا في وجه التطرف والارهاب الذي ضرب واحدة من اكثر المدن استقرارا وأمنا وازدهارا في العالم واسقط فيها 12 ضحية في حصيلة اعتبرها الفرنسيون كارثية ومؤلمة وغير مسبوقة .