ما اسوء الشعور حين يجبر الانسان على الاعتراف بنجاح عدوه، حيث اخفق هو… شعور مؤلم وسيء، تماما كشعور اللبنانيين اليوم، الذين راقبوا عدوهم الاسرائيلي ينجز استحقاقه الانتخابي… فهم لم يتحججوا بظروف قاهرة واستثنائية ليطيحوا باستحقاقهم، على رغم صعوبة وضعهم السياسي في ظل اقتراب انجاز تخصيب الاتفاق الغربي الايراني… وهم لم يتذرعوا بالامن واخطاره، على رغم ان عدوهم الاول، اي مقاومتنا، بات اليوم في وضع استراتيجي افضل، وخبرة قتالية اعلى، وظروف عسكرية انسب، بعدما باتت جبهة جنوب لبنان والجنوب السوري متقاطعة… فعلا، سيء هذا الشعور، ولو ان حسنته الوحيدة قد تكون في التشرذم الداخلي الاسرائيلي الذي تظهِّره الانتخابات.
ولكن، الاسوء من مشهد تل ابيب، مشهد اليرزة اليوم: فما يعرف باللقاء التشاوري عاود الاجتماع، في مؤشر من مؤشرات الازمة المستمرة، وكأن وجوه هؤلاء مجتمعين، باتت من علامات ظهور الازمة الحكومية في الافق، خصوصا ان بوادرها تلوح من روائح التمديد الذي يطبخه البعض لقادة المؤسسات الامنية، في مخالفة جديدة للقوانين والاعراف… وبوادر السوء ايضا، لاحت من ساحة النجمة: فهناك، صحيح ان كتلة المستقبل سقطت في عرقلة انعقاد جلسة اللجان المشتركة، الا انها، رغم ذلك، تواصل عرقلتها لسلسلة الرتب والرواتب، وتواصل مسار الابتزاز… مقابل الاعتراف بالحقوق.