الأكيد ان زيارة كيري لبيروت شكّلت صدمة سياسية لجهة طلبه من حزب الله وايران المساهمة في معالجة الوضع السوري القائم، إلا أن لقاء عون – بري حرّك الرتابة التي بدأت تدب في الحياة السياسية مع التسليم للشغور بأنه باقٍ على رأس الدولة لفترة طويلة.
فالحراك الذي شهدته عين التينة اليوم يؤكد أن العمل جارٍ لتذليل الصعاب على صعيد العمل الحكومي والتشريعي بما يتعلق بقضايا الناس ووضع قانون انتخاب جديد لطالما وعدت به كتل نيابية عدة من تلك التي وافقت على التمديد لمجلس النواب.
بالطبع أيضاً فإن الملف الرئاسي لم يكن بعيدا عن هذه اللقاءات في ظل الكلام عن إمكان توسيع حركة الاتصالات لتشمل فرقاء آخرين معنيين مباشرة بانتخاب رئيس قوي كما قال جون كيري، والذي يتلاقى مع ما تنص عليه وثيقة بكركي التي تشدد على الرئيس القوي وصاحب صفة تمثيلية وميثاقية، الأمر الذي يمكّنه من أن يستمد قدرته لتصحيح العلاقات التشاركية بين مكونات البلد.
الاكيد ان الفرصة ما زالت سانحة لانتخاب رئيس جديد، وإن كان العالم سيكون منهمكا في مراقبة تداعيات الاستحقاقات الداهمة وأبرزها اجتماع مجموعة الخمسة زائد واحد وايران في الاول من تموز المقبل لما لذلك من اهمية خصوصا اذا ما انتهى بتوقيع الاتفاق المتعلق بالبرنامج النووي الايراني.
ايضا، فإن هذه الفترة ستسمح للسلطات المشكّلة حديثا في مصر وسور يا والعراق وضع خططها المستقبلية والتي لا شك سيتأثر بها لبنان.