بعد مئة يوم من الفرغ وإحدى عشرة جلسة انتخاب معطلة تمخضت قوى الرابع عشر من آذار فولدت فراغا متمسكون بترشيح جعجع ومنفتحون على النقاش نتزوجه ونطلب ود غيره نتخلى عن جعجع إذا تخليتم عن ميشال عون على قاعدة فلتني بفلتك أو ما يعادلها من ألعاب الأطفال قيادات الصف الأول في قوى الرابع عشر من آذار تمددت فكريا على طاولة المؤتمرات في مجلس النواب وتلا الرئيس فؤاد السنيورة المبادرة المعجزة بحضور أركان صالحة للرئاسة وأسماء ترن لها أجراس المجلس. وفيما راحت الاسماع تترقب رد قوى الثامن من آذار على المبادرة الزرقاء ظهر على طاولة المؤتمرات نفسها نائب بعثي من سليلة آل هاشم وصل أخيرا من إيران وعلى ثيابه رائحة يورانيوم مخصب وبالنائب قاسم هاشم ردت قوى الثامن من آذار على خصومها السياسيين لأن ما طروحه لا يستدعي استنفارا سياسيا على الشاشات ولاحقا استكملت كتلة عون الرد فاعتبرت المبادرة كلاما ممجوجا لا فائدة منه عطلوا البلاد مئة يوم ليأتوا بتسوية ميتة غاروا على مقام الرئاسة بعدما أنهكوها إعترفوا بأن لا أمل لجعجع ولا نوى من عون ومع ذلك سائرون إلى تراكم الخراب لم يلفتهم مشهد الرايات السود الذي يحد البلاد شرقا وشمالا ولا هم على قلق كأن البغدادي تحتهم لم يتعايشوا بعد وأزمة الخطف ومأساة العسكر وضيق يد الجيش لأي معركة قادمة يشترون الزمن بمصير الناس ويقامرون بالكرسي انتظارا لتوافق سعودي إيراني برعاية أميركية ودور كومبارس فرنسي فإذا ما تجمعت خيوط التسوية وتم ترشيح اسم رضائي يعودون إلى أحضانهم الطبيعية إقليميا المصنعة للرؤساء وقائد القوات اللبنانية الذي جلس على الهواء مبتسما متفهما مبادرة قوى الرابع عشر من آذار ممتنا لوفاء حلفائه المتمسكين به ولو على الخراب سيكون أول من يبيعونه عند توقيع الاتفاق الإقليمي بأحرفه الأولى أو على النيات وسيتخلون عنه بعدما أوسعوه تأييدا وحقنوه حبا بجرعات زائدة وسيجدون أنفسهم وقد بايعوا الخلافة السياسية السعودية الإيرانية فلماذا لم يصنعوا رئيسهم بأصواتهم ولأي سبب لم يتقدم عتاة الرابع عشر من آذار بترشيحاتهم من الجميل إلى حرب وغانم أو بقية المرشحيين الوسطيين منع على الموارنة خوض التجربة واختصر سمير جعجع مواهب السباق إلى الرئاسة وهم يدركون أن حظوظه بالرئاسة لا تأتي به الى بعبدا حتى لو منح إفادة المعطلون اليوم ممددون غدا في أكبر عملية تبييض نواب وتجديد إقامة لمجموعات تحمل اللوحات الزرق وتتعثر في التشريع والانتاج وتصريف أمور الناس وهي راسبة من أربع سنوات مجلس الى عدم حفظ جملة واحدة من نشيدها الوطني.