أحد غير مسؤول مترام على ضفتي أسبوع سياسي وقضائي. أحد لا مسؤولية فيه على أحد، فارغ محليا اليوم كفراغ السلطة غدا. فيه طرابلس تركض بعد لهاث أمني، والعمال السوريون يشكلون رابطة عمل على الأراضي اللبنانية لكون إقامتهم واعدة، والنازحون سيخوضون من المدن اللبنانية حملة الانتخابات الرئاسية السورية بنعمها ولائها. ومن اليوم بدأت صور الرئيس بشار الأسد تجوب شوارع في عدد من المناطق اللبنانية استعدادا لمحطة الثالث من حزيران.
سوريا المدمرة ستنتخب، ولبنان المعافى سينتحب من دون أن يتمكن من صنع رئيسه بيديه، أو أن يمرر استحقاق الرابع عشر من أيار بأقل الأضرار الرئاسية الممكنة. وعلى تقويم النائب وليد جنبلاط، خلال تلقيه اتصالا من الرئيس الفرنسي، فإن المشكلة ليست لديه بل لدى المسيحيين أنفسهم.
ولأن المشكلة مستمرة للأربعاء الرابع على التوالي، فإن جلسة مجلس النواب للأسبوع المقبل، مقبلة ومدبرة معا على تعطيل “حطه النصاب من عل”، وذلك بإشراف من قوى الثامن من آذار وترشيح من الرابع عشر.
وقبل محطة منتصف الأسبوع النيابية، فإن الإعلام يستعد للمواجهة يوم الثلاثاء، لدى مثول “الجديد” و”الأخبار” أمام المحكمة الدولية، وهو سيكون يوم التضامن مع الحريات وضد سلبها دوليا، ويمتد من لاهاي إلى نقابة الصحافة في بيروت، قبل المونتفردي بعد الظهر.
سوريا، الأبواب مشرعة بين الانتخابات والتصفيات من خلال مطاردة قادة المجموعات المسلحة، لكن هذه المرة بسيف أوروبي وأداة تركية، فأنقرة التي فتحت أذرعها للتسلل والتدريب والإيواء والانطلاق، تضرب اليوم من سبق ورعتهم، وتلاحقهم إلى الداخل السوري بمذكرة جلب سطرتها اجتماعات بروكسل الأوروبية الخائفة على مصيرها في مرحلة ما بعد نهاية الخدمة.
غلة من قادة الإرهاب رصدوا وقتلوا اليوم، وآخرون اعتقلوا وسلموا إلى السعودية. وسط تعاون أوروبي- تركي- مغربي- تونسي للحد من ظاهرة هجرة الإرهابيين إلى سوريا. يحدث ذلك على غفلة من ثوار الفنادق، يتقدمهم رئيس “الائتلاف” أحمد الجربا الذي اتهمته “جبهة النصرة” بسرقة خمسة وسبعين مليون دولار من أموال المساعدات للشعب السوري. وبعدما قتلت الثورة بعضها، نراها اليوم تسرق بعضها.