قد تَضعُ إسرائيلُ شَعبَ غزةَ تَحتَ التُّراب لكنْ مِنَ المفيدِ أن تَرى عدوك تحتَ الأرض دَولةُ السّلاحِ والعَتادِ والتطوّرِ العَسكريِّ والقُبةِ الحديديةِ تُديرُ أمورَها من الملاجئِ وتَنزوي معَ مُستوطنيها وراءَ الشمس وهذا وحدَه ما يُخيفُها مأساةُ القطاعِ لا تُقاسُ بمُدُنِ الرُّعُبِ في قلبِ إسرائيل لكنّ غزةَ تَعرفُ كيف تدافعُ عن وجودِها وعن حصارِها مقاوموها استلُّوا صواريخَ مِن مخازنِ زمنِ الودِّ السوريّ وضَربوا فيها عَدواً يَنزِلُ إلى الطبَقاتِ السفلى من أولِ لمعةِ نار لكنْ لماذا استَنفرت إسرائيل عديدَها الاحتياطيّ أربعونَ ألفَ جُنديٍّ إسرائيليّ هل هو رقْمٌ للبنانَ أم لغزة إستنفارٌ يَستدعي الاحتياطَ مِن الأسئلةِ والشكوكِ في تكلِفةٍ زائدةٍ تَرمي بها تل أبيب في سوقِ الحرب فجأة فجنديُّ الاحتياطِ يكلّفُها نحوَ مئةٍ وخمسةٍ وسبعين دولاراً يومياً وإذا ما ضُربَ المَبلغُ بأربعينَ ألفاً لا تخرجُ إسرائيلُ بأقلَّ مِن سبعةِ ملايينِ دولارٍ يومياً على جنودِ لن تَستخدِمَهم في حربٍ بريةٍ معَ غزة فعلامَ الاحتياط وماذا تُحضّرُ إسرائيل وهل غزةُ بروفا لحربٍ أوسعَ تَشمَلُ لبنان الجواب طياً في الصاروخ فإذا كانت إسرائيلُ قدِ ارتعدَت من صواريخِ حماس المتواضعةِ نِسبياً واختَفت تحتَ الأرض فأيُّ حالٍ هي فيه معَ صواريخِ حزبِ الله التي تتقلِبُ على نارِ التطوّرِ مِن عامٍ إلى عام ولا يحك جلدك إلا صاروخك أما أقرب أجتماع عربي فهو لمنظمة التعاون الاسلامي في جدة غداً فيما دانت الجامعة العربية الاعتداء على غزة وقالت إنه غير مقبول لكن غير المقبول الفعلي هو وجود الجامعة بحد ذاتها التي تغذي حروباً وتدين حروب وتقف على الحياد أغلب الاحيان فشعب غزة لن يحتاجها بعد توحد الفصائل الفلسطينية في وجه العدوان.