IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم السبت في 12/7/2014

newtv

وفي اليومِ السادسِ للعُدوانِ بدأت مُسَوَّداتُ العُروضِ لوقفِ القتال.. هنا غزة.. هنا تموز يَتكرّرُ بصواريخَ أَتلفتِ المُجتمعَ الإسرائيليَّ ودَفعتْه إلى تحريكِ صَفَقاتِ وَقفِ النار تَتوسّطُها دولٌ عربية.

نتشاركُ وغزةَ في الذكرى.. وغداً نَحتفي بنصرِها الذي لن تأخذْه على طاولةِ العرب ولا بتأوهاتِ بان كي مون.. بل ستنتزعه من على مِنصةِ صواريخَ ضَرَبت بها أمنَ إسرائيلَ واقتصادَها وهدّدت “دِيمونَها” وحوّلت مطارَ بن غوريون إلى مَدْرَجٍ للصواريخ لا للرِحْلات . ويُحكى أنّ حماس في موقِعٍ صُلبٍ ومقرِّرٍ جعلَها تَرفُضُ عَرضاً تقدّمت به مِصرُ وقطرُ لوقفِ النار .

إسرائيل ما عادَ أمامَها في المقابلِ سوى ادعاءِ تحمل وِزر العدوان.. لكنّها تقلّبت على قرارِ التدخّلِ البَريِّ في محاولةٍ لتجاهلِ التفاوضِ على الحل.. غيرَ أنها تطلُبُه أمسِ قبلَ اليوم.. وتعيشُ نزاعاً مع شعبِها المرهونِ تحتَ الأرض وهي كانت على هذا الوضعِ تحديداً في اليومِ الرابعِ لعُدوانِ تموزَ عامَ ألفينِ وستة لكنّ أميركا حينَذاك ضبطتْها وحَفَزتْها على الصمودِ وفي بالِها الخلاصُ مِن حِزبِ الله في غضونِ أسبوعين .

ما تتمنعُ عنه إسرائيلُ اليومَ تفوّض أمرَه إلى كلٍّ مِن أميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا التي تجتمعُ غداً لمناقشةِ وقفِ إطلاقِ النارِ في غزة.. ومن البديهيّ أنّ قلبَ وزراءِ خارجيةِ هذه الدولِ لم ينفرطْ على غزةَ وأطفالِها، بل سيبحثون في قرارٍ يُخرجُ المجتمعَ الإسرائيليَّ مِن تحتِ الأرضِ ويُجنّبُه الصواريخ .

للرباعيةِ الدَّولية إسرائيلُها.. لكنْ ليس لغزةَ عُربانُها.. وعلى الأقلّ فإنّ الدولَ الغربيةَ تَدافعت نحوَ انتشالِ تل أبيب من تحتِ الصاروخ وقرّرتِ الاجتماعَ يومَ الأحد فيما آثَرَ وزراءُ الخارجيةِ العربُ الانتظارَ حتى الاثنينِ للقاءٍ في القاهرة هذا إذا وَصلت طائراتُ بعضِهم من البرازيل بعدَ حضورِهم نهائيَّ المونديال .

لا أهدافَ منتظرةً من عربٍ أصبحوا “طابة”ً في الملاعبِ الدَّولية.. في وقتٍ تَجد إسرائيلُ مَن ينظّرُ لعدوانِها في الغرب.. فهذه وِزارةُ الخارجيةِ الأميركية تَفتحُ فَرعاً في تل أبيب وتُعلنُ أنّ إسرائيلَ اتّخذَت كلَّ التدابيرِ لمنعِ قتلِ المدَنيينَ في غزةَ فيما حماس لم تَفعل.

وللخارجيةِ الأميركيةِ سَلامٌ من أرواحِ أطفالِ غزة.. مَن ياسَمِين وهيا ودينا ومحمّد.. مِن معوّقين استُهدفَ مركزُهم اليوم.. مِن مئةٍ وعِشرينَ شَهيداً مدَنياً.. ولْتَدُلَّنا خارجيةُ إسرائيلَ بالوَكالةِ على قتيلٍ إسرائيليٍّ واحدٍ في هذه المعركةِ ما داموا كالجِرذانِ يلتحفونَ الأرض.. فيما قَضى أطفالُ غزةَ شهداءَ في عينِ الشمس فلهم إنحناءاتُ الخريف.. وصايا البُرتقال.. والقصائدُ والنزيف.. لهم تجاعيدُ الجبال.. لهم الهُتاف.. لهم الزِّفاف.. أطفالُ غزةَ هم الأسوار.. فلْيأتِ الحصار.. ومِن حصارِهم نبدأ.. ولن تحتاجَ خارجيةُ أميركا إلى الترجمةِ لأنّ الجَسَدَ المصلوبَ يَحكي