عَشَرةُ أيامٍ ولَحم غزةَ يَتطايرُ شظايا قذائف لا هو سِحرٌ ولا هو أُعجوبة إنه سلاحُ غزةَ في الدفاعِ عن بقائِها وفي استنزافِ العدوّ عَشَرةُ أيامٍ وزمنُ غزةَ كانَ فيها زمناً آخر زمناً انقلبت فيه المعادلةُ كما مِيزانُ القُوى وما بعدَ حيفا وتل أبيب وبئر السبع فَرَضَ على مَصّاصِ دمِها إعلانَ هُدنةٍ سمّاها إنسانية فهل فاقدُ الإنسانية يُعطيها غزةُ اليومَ كما الأمس كما ستكونُ غداً حقلُ تجارِبَ لكلِّ صنوفِ الأسلحة لكنها بإرادتِها تقدِمُ لحمَها المرّ وتَسكُبُ دمَها هي اللصيقةُ بعدوِّها وهي البعيدةُ من أقربائِها ظَلَمها ذوو القُربى وسدُّوا منفذَ الهواءِ إلى رئتيها لكنّها وهي تتنفّسُ من مَساماتِ جراحِها جعلت العدوَّ يَعَضُّ على جراحِه ويستجدي تهدئةً سارت فيها مِصرُ ومعها السّلطةُ الفلَسطينيةً وبظهرِهما وفدٌ إسرائيليٌ يجوبُ آفاقَ القاهرة وإذا كان الأقربون أولى بالمعروف فعلى مِصرِ عبد الفتاح السيسي أن تترجّلَ عن موقفِ المُنقذِ وتوجّهَ إنذاراً مِصرياً حقيقياً إلى كِيانِ الاحتلال متسلحةً بأكثرَ مِن مئتينِ وثلاثينَ شهيداً وآلافِ الجرحى الغزّيين في جريمةِ حربٍ مستمرةٍ على القطاع والجريمةُ الكبرى هي في السكوتِ عن هذه الجريمة وفيما بعضُ الشارعِ الغربي ينتفضُ على حكوماتِه نصرةً لغزة لم يُرصَدْ حتى اللحظةِ في الشارعِ العربيِّ أيُّ مشهدٍ يحفظ ماء الوجه حتى ليَصِحُّ القول كما تكونون يُولّى عليكم.