عشرات آلاف الحناجر طوقت قلب بيروت بسلسلة أعيدت مصادر تمويلها إلى نقطة الصفر ووضعت في مقبرة لجنة لدرس ملف الأملاك البحرية، ولحرف القضية عن مسارها كانت بلبلة تحقير النواب ورد الاعتبار بالاعتذار، لكن هيئة التنسيق لم تعتذر عما لم تفعل وفي قلب المجلس صوت واحد من مقام النائب حسن فضل الله كان كفيلا توجيه صفعة إلى دولة وقفت موقف المتفرج وشاهدت كرمى خياط وهي تستصرخ دولتها وتشكو غربتها وتقف بكل جرأة لتدافع عن حقها في الحرية وتتطلع يمينا وشمالا فلا تجد إلا سيادة لبنانية منقوصة، ونحن كنا نظن أن الحكومة وحدها من تنازلت عن سيادتها للوصاية الخارجية لكن ثبت وبالوجه الشرعي أن هذا الحكم هو وليد هذه القوى السياسية التي أشبعتنا سيادة وحرية واستقلالا وثبت باليقين أنها تنتظر أمر الخارج لتبني على الممارسة سيادة منقوصة، لكن الأمر لا يحتاج إلى قراءة طالع ولا إلى ضرب مندل في الغزل السعودي الإيراني حتى ينسى السياسيون خلافاتهم ويجتمعوا ويتفقوا قبيل الخامس والعشرين موعد الاستحقاق الرئاسي. وكلمة السر إذ تقبع عند الحد الفاصل بين المملكة والجمهورية فثمة بوادر حلول بدأت ترتسم ملامحها، دعوة الخارجية السعودية نظيرتها الإيرانية الى زيارة أرض الرياض مسبوقة بإعادة العلاقات الدبلوماسية، ودعوة الملك عبر سفيره في طهران رئيس مجلس تشخيص النظام علي أكبر هاشمي رفسنجاني الى زيارة المملكة وإقفال عدد من محطات التلفزة التي تثير النعرات الطائفية في البلدين واتفاق الدول الكبرى حول النووي الإيراني معطوفة في الملف السوري على انفراجات تجلت في اتفاق ومصالحة حمص وإعلان الناطق باسم البيت الأبيض أن لا تغيير في سياسة أميركا تجاه سوريا ولا أسلحة لأحمد الجربا، وكقيمة مضافة لهذا الانفراج إعفاء الابراهيمي بالاستقالة مشكور السعي فاتفاق جنيف ما عاد يؤتي ثمرا في ظل الاتفاق السعودي الإيراني، وعلى ما تقدم تسير عقارب الساعة اللبنانية ومن باب الحيطة والحذر فأول طلائع الرعايا السعوديين والعائدين اللبنانيين ستطل أواخر الشهر على بيروت بعد قرار المملكة رفع الحظر وعليه فعلى وزير الصحة وائل أبو فاعور إعداد العدة للاستقبال اللائق والخروج على اللبنانيين باحتياطات وقائية تبدأ من مطار بيروت كي لا يضطر إلى توزيع الكمامات على الشعب اللبناني.