داعش نقطةُ انطلاقِ المجموعاتِ السياسية في مواجهةِ مدِّها الطاغي.. ولدواعشَ أمنية انطلق كيري إلى القاهرة.. واستَنفر روحاني دولَ الخليج.. واعترض خامنئي على تدخلِ أميركا في العراق.. وخسِرَ المالكي مُدناً وبوابتي(2) عبورٍ رئيسيتين.. وتأهّب لبنان للقبضِ على الشبكات متجاوزاً لَبْسَ تشابهِ الأسماء. وأَوعزتِ الإمارات إلى مواطنيها عدمَ السفر إلى هذا البلدِ الأمين… المِنطقةُ تسيرُ على وقْعِ غزوِ داعش.. وكلٌ يرتّبُ أوراقَه منعاً لوصول الخطر إليه حتى ولو كان وراءَ البحار. لكنْ “الأقربون أَولى بالمعروف”.. وبينهم دولُ البترودولار الذين تحدّث عنهم الرئيسُ الإيراني اليومَ قائلاً إن الدورَ سيأتي عليهم… يَضطلع في هذا الدور الأمير بندر بن سلطان بنُسختِه العراقية هذه المرة. فهو وإذا أُعفي من مهماته الاستخباراتية.. إستُعينَ بخِبْراتِه العسكرية في تدريبِ المقاتلين من الأردن وسوريا فإسرائيل. وما إدراجُه في عِدادِ الوفدِ المَلكي إلى القاهرة للقاءِ الرئيس السيسي. سوى تثبيتٍ لمرجِعيتِه الجديدة وأنّ المملكة طَبعتْ منه عُملةً عراقيةً أَشرفت على توجيهِ صفْعةٍ سعوديةٍ إلى المالكي ومن خَلفِه طهران بأيادٍ داعشية. ما عادَ بندر على بيدرِ مِصر التي عانتْ منه تهريباً للمسلحين من سيناء وتجهيزاً للمقاتلين.. ولَما وَضَعه الملك عبدالله في عِدادِ الوفدِ الرسمي للقاهرة كان يُطمئِنُ رئيسَها بأن بندر أصبحَ تحتَ جَناحٍ مَلكي.. وأنّ له اليومَ استخداماتٍ أخرى فَرضَها الزمنُ الإيرانيُ العراقي وربما الأميركي.. زيارةُ الملك الطائرةُ إلى مِصرَ تقفّى أثرَها جون كيري اليوم.. وقال من القاهرة إننا لن نتُركَ داعش يشكلُ قاعدةً للإرهابِ في المِنطقة.. لكنّ وزيرَ خارجيةِ أميركا لم يقدِّمْ حُلولَه في هذا الشأن والتي يُخشى أن تكونَ على صورةِ الحلولِ الأميركيةِ لسوريا.. إذ إن ثلاثَ سنواتٍ من الأزمة خَرجت بها واشنطن بالعودةِ إلى النظام. وآخرُ تصريحاتِ باراك أوباما في هذا المِضمار أنه لا توجدُ معارضةٌ سوريةٌ معتدلة قادرةٌ على هزيمةِ الأسد. وهي الإشارةُ الثانية للرئيسِ الأميركي التي يُغازلُ فيها النظامَ الذي لا يتعاونُ معَنا بحسَبِ قولِه. وطالما أنه ألغى فاعليةَ المعارضة فهو بذلكَ يُعطي نفسَه تبريراً بمَدِّ خطوطٍ إلى عرينِ الأسد… خطوطُ لبنان من جِهتِها مفتوحةٌ على إرهابٍ يَجري تعقبُه أمنياً.. وقد أَوقفَ الجيشُ خمسةَ أشخاصٍ اليوم بينَهم عمر الساطم إبنُ عمِ قتيبة الساطم.. لكنّ عائلتَه تحدثتْ عن تَشابهٍ في الأسماء وقالت إن إبنَها ليس هو الشخصَ المطلوب بل إن الصاطم المعنيّ كان يقاتلُ في سوريا وغادر إلى العراق… لكنّ الأمنَ في أفضلِ حالِه.. أو هكذا رآهُ رئيسُ الحكومة من الكويت.. معتبراً أن لبنان ليس فيه مجموعاتٌ بل خلايا إرهابيةٌ نواجِهُها ونَضَعُ حداً له… الخلايا الإرهابية “صاحية”.. والخلايا السياسية نائمةٌ إلى أجلٍ مسمّى.. وتستيقظُ عندَ أولِ كلامِ التمديد