الارهاب يشتغل على جبهتين من الضلع نفسه، نصرة وداعش وإسرائيل، وكلا الطرفين يتسابقُ الى تسجيلِ أقصى اهدافِه في رفع عداّدِ الموت وإضرامِ النار وآخرُها ما نفذه طيرانُ العدو الاسرائيلي من غاراتٍ بالقربِ من مطارِ دمشق الدولي وأعلانُه أنه إستهدفت إسلحة كانت في طريقِها الى حزب الله.
سوريا أعترفت سريعاً بالغاراتِ وأتهمت تل أبيب. وإسرائيل بدورِها لم تُطمر الخبر لكنَ الحزبَ لم يعلق ما إذا كانت أسلحتُه قد تم إستهدافُها في العاصمة السورية.
العدوانُ على أطراف دمشق نصرةً أسرائيليةً للنصرة وما يعادلُها من ارهابٍ مسلح فإسرائيل تعرف أنها إذا دكت شاحنةً لحزبِ الله سينبت لها الفُ شاحنة وان إسلحتَه تطوف فوقَ الارض وتحتَها وغاراتُها في هذا الوقت لن تكون سوى قوةِ إسنادٍ لأرهابٍ دعمته على أرضِها وداوته في مستشفياتِها ودربته بسلاحِها ودفعت به من الجَولان الى ضواحي دمشق وزرعت الآلافَ منهم عند تُخوم لبنان لجهةِ القنيطرة وسفوحِ جبل الشيخ.
وخطوطُ إسرائيل في دعم الارهاب لم تقف عند الابوابِ السورية بعدما أعلنت السعودية اليوم عن ضبطِ خليةٍ من مئةٍ وخمسةٍ وثلاثين أرهابياً كانت تعتزم تنفيذَ ضرباتٍ ضدَ مواقع ومؤسساتٍ أمنية في المملكة وإذا ما أتبعنا خطَ سيرِ هؤلاء سنكتشف أن إسرائيل عرابتُهم ومنهم من أدخلته الى معان والطفيلة الاردنيتن ومن ثم الى تبوك وعرعر في السعودية وفي شهر نيسان ابريل الماضي زودتهم بشحنةِ أسلحة تم تسريبُ جزءٍ منها الى سيَناء وشحناتٍ أخرى ضُبطت في تبوك وفي حينه كُفت يدُ الامير بندر بن سلطان كأمينٍ على الاستخبارات السعودية.
وبروحيةِ الارهابِ عينِها تُغيرُ النصرة على مخطوفين لديها وتهدد بتصفيةِ أثنين من العسكريين مع انتهاء مهلةِ الساعاتِ الاربع والعشرين وإذا ما أقدمت على التنفيذ فأنها ستكون قد وصلت الحزن بالحزن فالبزالية فتحت اليوم أبوابَ العزاء وليس بين أيديها عن شهيدِها علي البزال سوى صورةٍ ثابتة على موقع جبهة النصرة من دونِ بثِ شريطِ فيديو الا إذا كان الارهاب قد أصطنع قلباً يرق على أم الشهيد ويتجنبُ جرحَها بمشاهدِ موت إبنها.
الحزن حاضرٌ شاهدُ الاثباتِ غائبٌ والجبهة الارهابية تدفع الاهاليَ الى الشارع وتضع قلوبَهم على دقاتِ عقاربِ الساعة فأيُ قرارٍ ستُقدِمُ عليه النصرة لدى انتهاء المهل وبعد تزودِها اليوم بشحناتِ دعمٍ من ادارتِها المركزية في إسرائيل.
لن نقرأَ في طالعِها فكلُ ما ستُقدِمُ عليه لن يخرجَ من دائرةِ الاجرام، لكن الرصد يذهب بإتجاه الخطوات التي بقيت سرية في إجتماعات خلية الازمة اللبنانية وسبب سريتها هي في خوائها وعدم توصل أطرافها الى أي قرار حاسم يُخرج لبنان من ازمة رهنه.