IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الخميس في 25/12/2014

aljadeed

لم يبق إلا النور الإلهي وإنبعاث الأمل من روح العيد، والصلاة لميلاد رأس للوطن الفارغ من فوق. وهذا النور كان رجاء بكركي اليوم، والتي اجتمع تحت قداسها لفيف من الشخصيات بينهم متطلعون نحو بعبدا، وهم استمعوا إلى إرشادات راعيهم وتحذيراته من فوضى الفراغ.

لكن ليس بالصلوات وحدها يحيا الرئيس. فالأزمة الأولى يحتفى بالراحة على نفسها ويسلم جثمانها من عام إلى عام. وعجز اللبنانيين عن حلها سيقود مرة جديدة إلى رعاة خارجيين، كانوا في السابق مؤثرين في الملف الرئاسي، وسيصبحون اليوم أكثر تأثيرا وإن بإختلاف الوجوه اللاعبة. فملفات المنطقة وبينها لبنان، سحبت من أيادي السياسيين والدبلوماسيين وفوضت لرجال أجهزة الاستخبارات. وليس تفصيلا أن يتولى رئيس الاستخبارات القطرية أحمد بن ناصر بن جاسم تفكيك ألغام مزروعة بين مصر وقطر منذ ثورة يناير عام 2013 وما أعقبها من تباعد بين البلدين.

يضع بن جاسم الحجر الأساس لزيارة أمير قطر إلى القاهرة بعد أيام، لكنه أيضا يوسع من الصلاحية بتكليف رسمي فيستطلع في مصر أجواء سياسية ودبلوماسية واقتصادية، كما جاء في بيانات الزيارة. وهي كلها تندرج ضمن ملفات المصالحة التي أطلقها الملك السعودي في قمة الكويت. وقد عاونه في مهمته أن مصر عزلت رئيس جهاز استخباراتها المناوئ للدوحة محمد فريد التهامي، ومهدت لقبول المصالحة بتعيين اللواء خالد فوزي في المنصب الذي دخل الدائرة السياسية.

هو زمن رجال الأمن لإصلاح ما أفسده رجال السياسة، وبعضهم من كان يقود حروبا ويسقط أنظمة. وحيال هذه المهمات المستجدة قد نتوقع زيارات ونرتقب مواقف متصلة بالملف اللبناني وتعقيداته السياسية منها والأمنية. وما الحوار بين “حزب الله” و”المستقبل” سوى عينة مصغرة عما هو أبعد، فسعد الحريري يحاور الحزب بعلامات رضى من السعودية. و”حزب الله” يجلس مع “المستقبل” بحسن نيات إيرانية. وإذا ما قدمنا النيات الطيبة أكثر ستكون السعودية وإيران قد تحاورتا بالواسطة وعن بعد، وفي “بروفا” حوار على مستوى الدولتين.

ومن بين المتحاورين بالوكالة، ولاحقا بالمباشر، تخرج دعوة مؤسس التيار السلفي في لبنان الشيخ داعي الإسلام الشهال الذي يقيم حاليا على الأراضي السعودية، ولن تكون دعوة الشهال إلى الحوار مع “حزب الله” خبرا عابرا نظرا إلى جغرافيتها وصدورها عن شيخ بالغ في المواقف المتطرفة ضد الحزب والجيش اللبناني، وتنتظره في بيروت مذكرة إستدعاء، لكن المذكرات التي تقطع أمنيا، تسوى سياسيا على غرار تسويات أولاد “أبو طاقية”.