تعِبتِ الطرُقُ من إغلاقِها ولم يتعبوا لكنّ أهاليَ العسكريينَ المخطوفين لن يأخذوا أبناءَهم من الطرُقِ التي يسيرُ عليها أهلُهم وأبناءُ قُراهم ومناطقِهم ولن تسلُكَها جبهةُ النصرة وداعش ولا المسؤولون اللبنانون الكبار وكما أن الطريقَ ليست مكاناً للتفاوض فإنّ مَسعى هيئةِ العلماءِ للقاءِ الخاطفينَ وإقناعِهم بالعودةِ إلى طاولةِ الحوار لن يُعطيَ إلا زيادةً في فرضِ الشروطِ للارهابيين فقياساً على دورِ هيئةِ العلماءِ ومكانتِها العاليةِ لدى النصرةِ وداعش كان يُرتقبُ مِن الهيئةِ أن تطلُبَ موعداً تصطحبُ فيه الرهائنَ معها
وترفُضَ ما يمارسُه الخاطفون مِن ممارساتٍ دمويةٍ على الأسرى خلافاً لتعاليمِ الإسلام مشاعرُ النصرة وداعش مرهفةٌ وحساسةٌ تٌجاه ما جرى في عرسال لكن لم يُخبرونا عن مشاعرِهم وهم يقطعونَ رؤوسَ الجنودِ علي السيد ومحمد حمية وعباس مدلج إعترضوا على ممارساتِ الجيشِ عندَ مشارفِ بلدةٍ أصبحت في عُهدةِ الخلافة ولم يُرفعِ الصوتُ اعتراضاً على قطعِ رؤوسِ أبرياءَ وإذلالِ مَن تبقّى من جنود وتصويرِهم بخلافِ عقيدتِهم العسكرية والتفنّنِ في عرضِ فيديوهاتٍ لا تَقوى دولٌ على إنتاجِها نخالُهم في الجرد يَسرِقونَ مواشيَ أهلِ عرسال ليقتاتوا لكنّ إصداراتِهم المتتاليةَ تُظهرُ أنّ الإرهابَ أصبح يعملُ بمنظومةٍ ثلاثيةِ الأبعاد متطوّرةِ التِّقْنياتِ الإلكترونية يَعرِضُ ضحاياهُ على طريقةِ المشاهدِ السينمائيةِ ومِن خلالِها يُبرقُ برسائلِ التهديدِ والضغطِ على أهالٍ لا يريدونَ سوى احتضانِ أبنائهم باية وسيلة فأين عدالةُ المقارنةِ بينَ ما أقدمَ عليهِ الجيشُ في عرسال ومسلسلِ إجرامِ النصرةِ وداعش لماذا يعلو الصوتُ على المؤسسةِ العسكريةِ ويَخفِتُ ويَخجَلُ مِن إدانةِ الإرهابِ تحتَ رايةِ الإسلام يريدون إدانةَ العسكر وقد رَفعوا شكوىْ إلى الأممِ المتحدةِ في هذا الشأن وطالبَ الائتلافُ السوريُّ المعارضُ بإصدارِ قرارٍ لإدانةِ الجيشِ الذي أدّى واجبَه في مِنطقةٍ خاضعةٍ لوصايتِه أمنياً لكنْ مَن يَدينُهم مَن وَقف ضِدَّ تصفيةِ الجيش ومتى أصبح ائتلافُ اسطنبول متفرِّغاً للشعبِ السوريّ ونازحيه وليُشرْ لنا مرةً قامَ بها بإغاثةِ مواطنيهِ السوريين إئتلاف لم يأتلفْ يوماً على قضية يتطوّعُ لإسقاطِ بشار الاسد من شرُفاتِ الفنادقِ التُّركية يَرتزقُ منَ القضيةِ السوريةِ التي تَدُرُّ عليهِ التبرّعاتِ المالية وبات عليه اليومَ أن يدفعَ فواتيرَ إقامتِه بنفسِه لأنّ الرئيسَ التركيَّ رجب طيب أردوغان قرّر إعلانَ فعلِ الندامة وعدمَ دعمِ الإرهاب فأنْ يعلنَ أردوغان أنه غيّرَ موقفَه حِيالَ داعش وسينضمُّ الى التحالف هذا يعني حقيقةً واحدةً هي أنه كان يغرقُ في دعم داعش واليومَ تابَ ولن يكرّرَها لكن بعدَ خرابِ البَصرة ولو كانت المحالكمُ الجنائيةُ تعملُ وَفقَ مقتضياتٍ قانونيةٍ لتمَّ سَوقَ الرئيسِ التُّركيِّ الى المساءلةِ والاستماعِ لأقوالِه حولَ التصريحِ الواردِ آنفاً