أصدرت كرمى خياط أولَ قرارٍ إتهاميٍّ يَدينُ العدالةَ الدَّوليةَ منذ إنشاءِ لَجنةِ التحقيق وفي خمسَ عشْرةَ دقيقةً كانت عَشْرَ سنواتٍ مِن عُمرِ المحكمةِ تتدلى أمامَ الرأيِ العامّ وتَجري محاكمةُ الرَبْعِ الدَّوليِّ الذي يَرتدي ثوبَ العدالة عُصفورةُ لاهاي.. زهرةُ بريتِها.. بنتُ الجديد تَسلّحت بجُرأةِ دولة واستَحضرت قديمَ المحكمةِ ولَجنتِها.. فشكّلت ضِدّها فريقَ إدّعاءٍ يُطالبُها بالنَّفَقاتِ ويَفتحُ على قُضاتِها أبوابَ مَن سبقوها إلى التحقيرِ الأول.. عندما تُرك ديتليف ميليس حراً وهو صانعُ الشهودِ الزور وأُعفيَ عن محقّقٍ دَوليٍّ كـ”بو أوستروم” الذي سَحرَ شاهداً من إسرائيلَ هو عبد الباسط بني عودة ومنحَه حمايةً مَلَكيةً قبل أن يَشتُمَه ويهدِّدَه لمّا فَقَد السيطرةَ عليه محكمةٌ تغاضت عن تسريبِ أسماءِ المتهمين الأربعةِ إلى الإعلامِ الغربيِّ معَ صورِهم ثُمّ عَرَّضت أبرياءَ للخطر بنشرِ أرقامِ هواتفِهم محكمةٌ ضبَطت غيرهارد ليمان بالمالِ المشهود يتلقّى رشوةً لقاءَ تسريبِ مستندات إستمع القضاةُ إلى كلام كرمى خياط كمَن يتابعُ إصدارَ قرارِ حكمِه.. وتأمّلوا مبناهم الذي وصفتْه خياط بالفاخرِ مِن سبعةِ نجوم.. فيما شعبُنا يعيشُ تحتَ خطِّ الفَقر.. عسكرُنا لا يَحظى بمجدِ المال.. قضاتُنا في قصورِ عدلٍ متهالكةٍ برواتبَ دنيا واستمعوا بامتنانٍ الى اتهامِهم المباشَرِ مِن قبلِ صِحافيةٍ لبنانيةٍ تقولُ لهم خلفَ الكلمات إنّكم قوةُ احتلالٍ لبلدي اسمُها المادةُ ستون.. وهو الاسمُ الرديفُ لبقيةِ أدواتِ الاحتلالِ كجمال باشا والجنرال غورو أو رستم غزالي وغازي كَنعان وعبد الحليم خدام.. فكلُّه يُعطي المفعولَ نفسَه القضاةُ الدَّوليونَ لم يَعترضوا على مَضبطةِ الاتهامِ تلك.. وتقبّلوا فائقَ التقدير من كرمى خياط التي طالبتهم بالاعتذار إلى العدلِ والإعلام علّهم يكتسبونَ في الاعتذارِ فضيلةً تَمحو سيئاتِ استغلالِ العدالةِ لترهيبِ الصِّحافة . وحدَه القاضي ليتييري أعلن أنّ أحداً لم يدع بشأنِ اتهاماتِ خياط.. وهذا ردٌّ فاقدُ الذاكرة لأنّ اللواء جميل السيد سبق وتوظّف في مهنةِ تقديمِ الدعاوى ضِدّ لَجنةِ التحقيق وكلِّ مَن ثَبَتَ اتهامُهم لكنْ لنفترِض أنّ السيد طرَفٌ متضرّر.. فلماذا لا تتخذُ المحكمةُ كلام خياط اليومَ وان متأخرة بمثابة أخبار؟ لم تتمكن المحكمة في يومها الأول من إدانةِ الجديد.. لكنّ كينث سكوت ضبَطنا بالسَّبْقِ الصِّحافي.. إستجمع هالتَه الدَّولية وصداقتَه مع المحكمة وخِبْرةَ ثلاثةِ أعوام من التقصي ليكتشفَ أننا قمنا بعملٍ يُسمّى السَّبْقَ الصِّحافيّ.. ويا ليت سكوت استخدمَ اسمَه مقروءاً بالعربية قبل أن يوجهَ إلى الإعلام تُهمةَ القيام بعملِه.. بدلاً من أن يكلّف نفسَه عذابات تسجيلِ نشرات الأخبار ليخرج بخلاصةٍ مُهنية وهو في سياقِ عرضه للأدلةِ استخدمَ الـ”ربما” في كثير من المحطات ما دفعَ محاميَ الجديد السيد كريم خان إلى مواجهتِه بـ”ربما” مضادةٍ منافيةٍ للمحاكم التي لا تشكّل دليلاً بل تغوصُ في الفرضيات على أن أكثرَ المواجهاتِ حرَجاً لفريقِ الادعاء كانت عبرَ الشاهد الكنديّ جون ألين كومو.. فضربَه كريم خان من قلب إفادتِه وأعلنه شاهداً كاذباً وفي نتاجِ اليومِ الأول: إصابةُ الشاهدِ الكندي.. ضعفُ أدلة الادعاء.. ووِقفةُ عزٍّ لكرمى خياط التي رمت الدولةَ اللبنانية بسهام الغيابِ مِن دون عذر لأنّ دولتَنا قرّرت أن تعرِضَ قضاءَها في سوق نِخاسة دولية كرمى.. دولة افتقدناها في وطنِنا.. ورحنا نبحثُ عنها بوضع حجرٍ أساس للكرامةِ في بلادٍ أجنبية.