الهزيمةُ المغلّفة بعباراتِ الانسحابِ التكتيكي سَرَتْ مفاعيلُها في شرايينِ الكيلومتراتِ الخمسين التي باتتْ خضراءَ نظامية ملفّحةً برِداءٍ أصفر كلُ ما في القلمون هادئ وحدَها خُطى الفِرارِ المسلحِ من أرضِ المعركة تَتردّدُ صدىً يُدقِّقُ في بَصَماتِه الحزبُ بحثاً عن بُعبعٍ قِيل يوماً إنه سيبتلعُ لبنان فإذ بالأرضِ تَبتلِعُه فيذهبُ هَباءً مَنثورا المقلِبُ الآخرُ من الخريطةِ السورية كان على موعدٍ معَ جديد في التوصيفِ المَيداني هو حصارُ الحِصار النُصرةُ تحاصِرُ النظامَ في مستشفى جسرِ الشغور والنظامُ يحاصِرُ النُصرة في المدينة بعدما طَوّقَ كلَ مداخلِها وحدَه أحمد شاه أوغلو عابرٌ لكلِ حِصار كيفَ لا والإسلامُ الرافعُ رايةَ دولتِه سليلُ السلطان عثمان الأول يَفترِضُ زيارةَ الأجداد خَرَقَ رئيسُ الوزراء التُركي الحدودَ السورية وزارَ ضريحَ سليمان شاه وعادَ إلى بلادِه بلا إحم ولا دستور إلاّ إذا كان قد نَسّقَ الزيارةَ معَ حلفاءِ الحدود والرعيةِ العثمانية في الداخلِ السوري من داعش ونصرة على أن لداعش والنصرة تمثيلاً سياسياً ليس فقط في تركيا ففي داخلِ الحكومةِ اللبنانية نصرةٌ لدواعشِ “الشرف الوزاري تحتَ رايةِ العدل يُطالِعُنا جنرالُ الحكومة بأنّ “همروجة” عْسال الورد لن تُمكِّنَ الحزبَ والنظامَ من موازاةِ انتصاراتِ المعارضة ناسياً أن يُوضِحَ وبالتفصيل مَن هي المعارضةُ التي تقاتلُ في القلمون هو بِلا شك يُطمئِنُ داعش والنصرة أن الهروبَ والهزيمةَ في عْسال الورد والجُبّة لا تَعني خَسارةَ الحرب وهو الخبيرُ بتلك المعاركِ التي تأتي عادةً نتيجتُها فوزاً تويترياً لُقاحُ المعنوياتِ الذي حَقَنَ به وزيرُ العدل داعش والنصرة رَفدَهُ رئيسُ حزبِ القوات بجُرعةٍ تذكيرية: لا داعي إلى القلق من داعش يُطمئِن سمير جعجع.