يحق لمجلسِ الوزراءِ أن يَدخُلَ بالمِدفعيةِ السياسيةِ إلى نقاشِ عرسال ويَجوزُ له أن يجادلَ ويختلِفَ ولا يُقرّرَ ويُحيلَ أمرَ البلدةِ إلى جلسةٍ لاحقة لكنْ للجيشِ وحدَه أمرُ كلِّ يوم ووَحَداتُه كانت تتقدّمُ إلى قلبِ البلدةِ في أعلى لحَظاتِ الخلافِ السياسيِّ على طاولةِ الحكومة ويجولُ اللواءُ الثامنُ وسْطَ ترحيبِ الأهالي مُترافقاً معَ كلامٍ لقائدِ الجيش يؤكّدُ التصديَ بشكلٍ يوميٍّ للمجموعاتِ الإرهابيةِ التي تحاولُ التسلّلَ عَبرَ الحدود موضِحاً أنّ الجيشَ قام بما لم تتمكّنْ منه أقوى الجيوشِ التي واجهت وتواجِهُ تَنظيماتٍ كهذه ودلالةُ مواقفِ قائدِ الجيشِ تُطبَّقُ على الأراضي العراقيةِ والسوريةِ حيثُ جيوشُ التحالفِ الغربيّ تُعلِنُ هزيمتَها يومياً وتقدّمُ المحافظاتِ الواسعةَ طبَقاً سهلَ الهضمِ لداعش ودولُ تلك الجيوشِ تتقدّمُها أميركا تمارسُ المحاباةَ معَ إيرانَ وسوريا فتُعلنُ أنّها تتوسّعُ في تدريبِ المعارضةِ فوقَ الطاولة ومِن تحتِها تَمُدُّ اليدَ العسكريةَ إلى كلٍّ مِن طهرانَ ودمشق فهي نَسّقت معَ إيران لتحريرِ مِصفاةِ بيجي النِّفطية ولم تعترضْ على دخولِ الحشدِ الشعبيِّ الإيرانيِّ العراقيِّ في معركةِ الرمادي بل مرّرتِ استياءً شكلياً على اسمِ المعركة وساهمت في تغييرِها من يا حُسين” إلى “يا عراق وكأننا بتبديلِ الأسماءِ سوف نستبدلُ الدولةَ المؤسِّسةَ والطائفةَ الشّيعيةَ المحرِّرةَ ويُصبحُ الحشدُ الشعبيُّ حشداً متعدِّدَ الجنسية واشنطن التي تُعلنُ منذ خمسِ سنواتٍ مواقفَ نعتقدُ أنها ستزيلُ الرئيسَ بشار الأسد غداً هي نفسُها تُودِعُ أسرارَها السياسية عندَ وزيرِ الخارجيةِ الروسية سيرغي لافروف وتُبلغُه اليومَ أنّ مواقفَ روسيا وأميركا متقاربةٌ تجاهَ سوريا خُصوصاً فيما يتعلقُ بالحلِّ السِّلْميّ يقرأُ حزبُ اللهِ في لبنانَ هذه الوقائعَ على تفصيلاتِها ويقرّرُ خوض َمعاركِ حمايةِ الحدود التي ستشكّلُ له “بروفا” لأيِّ حربٍ مقبلةٍ معَ إسرائيل الحزبُ أكّد اليومَ في اجتماعِ كُتلتِه النيابيةِ أنّ التصديَ لخطرِ المجموعاتِ الإرهابيةِ واجبٌ وطنيٌّ ولا يحتملُ أيَّ تقصير وهو بهذا المعنى لم يقصّرْ من جانبِه واستخدَمَ في حربِه على الإرهابِ أسلحةً متطورةً لم تكن موضوعةً في الخدمةِ أثناءَ المواجهةِ معَ إسرائيل كلُّ تكنولوجيا التفجيرِ عَبرَ الطائراتِ مِن دونِ طيار والتصويرِ والمراقبة جو- أرض والصواريخِ التي تُصيبُ أهدافَها ستشكّل غداً عناوينَ بحثٍ وتحرٍ لدى الجانبِ الإسرائيلي الذي سيصلُ إلى إعلانِ حالةِ الندم لدعمِه تنظيماتٍ إرهابيةً ورعايتِه لها ومعالجتِهِ جنودَها في مُستشفياتِ تل أبيب في سالفِ الزمان أغدقت السعوديةُ ملايينَ الدولارات على أسامة بن لادن لمحاربةِ السوفيات بطلبٍ أميركيّ فحلّت على الجميعِ لعنةُ القاعدة وسالفاً وإلى زمنِنا الراهن سلّحت دولُ الخليج التنظيماتِ المتطرّفةَ بهدفِ قلبِ أنظمةٍ عربية فحلّت شياطينُ الدولةِ الإسلامية وفي كلتا اللعنتَينِ كانت الدولُ الراعيةُ للإرهاب تدفعُ من خزينتِها في معاركَ مضادة لكنّ الندمَ الأكبرَ سيكونُ غداً عندما تنظرُ إسرائيلُ بعينِ القلق إلى إرهابٍ احتضنتْه ودللتْه عند أطرافِها ورُبَّ سلاحٍ متطوّرٍ يُجرّبُه حزبُ الله اليومَ ضِدّ النصرة.. ويَنقُلُه غداً في أيِّ معركةٍ محتملةٍ في وجهِ إسرائيل.