صيدُ الإرهاب سَجّل أعلى معدلاتِه اليومَ من الشَّمالِ إلى بوابةِ الجنوب دهمٌ وضبطٌ وتوقيفٌ ومصادرةُ أسلحةٍ وألغامٍ مُعدَّة للتفجير أسماءٌ مرتبطةٌ بالأسير وأخرى بحُبلص وتلتقي على ذاتِ المَسار، وقد شجّعت عملياتُ التوقيفِ هذه على تسليمٍ طَوعيٍّ قامَ به مطلوبون في المنية وأبي سمرا.
اليومُ الأمنيُّ الذي تربّعَ على غَلةٍ إرهابيةٍ أُودعت التحقيقَ لم يكُن في عَوَزٍ إلى معركةٍ في طرابلس حتى يَجريَ تنفيذُه فالأسماءُ المضبوطةُ اليومَ هي نفسُها مسجّلةٌ في القيودِ الرسميةِ أمسِ وقبلَه ولم تكُن غريبةً عن الديارِ الأمنيةِ لا بل موزعةٌ على الأجهزةِ كافة فكلٌّ يعرفُ ويلتزمُ الغِطاءَ السياسيّ، ولما تمدّدَ الخطرُ وصار يهدّدُ الجميعَ رُفعتِ الحَصانة، وإلا كيف يُفسِّرُ فَرعُ المعلوماتِ أنه قبضاي الأحياء” ويعرفُ كلَّ شاردٍ ومتوارٍ، لماذا لم يكن وراداً لديهِ أيُّ صحوةٍ أمنيةٍ في مَعقِلِه شَمالاً تفادياً لسقوطِ أحدَ عشَرَ شهيداً من الجيشِ وتَخريبِ طرابلسَ على أهلِها.
ورَبطاً بمؤسسةِ التّضحية فإنّ الدولةَ لم تبادلْها الوفاء وقد يكونُ عديمَ الشرفِ مَن يَحجُبُ اليومَ عن الجنودِ رواتبَهم المستحِقّة فالجيشُ الذي قدّمَ الروح بَخِلنا عليه براتبٍ وأدخلناهُ في صراعاتِنا السياسيةِ ودوامةِ توقيعِ الأربعة والعشرين حرامي وانعقادِ جلسةِ التشريع وغيابِ التئامِ جلسةِ انتخاب الرئيس وعَضَلاتِ وزراءِ الكتائبِ التي تَرفعُ قبَضاتِها على المؤسسةِ العسكريةِ وتَنحني أمامَ ما تَفرِضُه المحكمةُ الَّدولية.
ليس من شأنِ الجنودِ انتظارُ نهايةِ الخلافاتِ السياسيةِ حتّى يَحصُلوا على راتبٍ شهريّ ومَن يُرِدْ منَ السياسيين المزايدةَ وتَحصيلَ مكاسِبَ فلْيخُضْ حربَه بعيداً من دماءِ الشهداءِ وعائلاتِهم ودَعُوا بقيةَ الأحياءِ الخُضرِ على إيمانِهم بهذهِ المؤسسة نِصابُ راتب العسكرِ يتعطّل لكنه يَحضُرُ عندما ينادي المنادي على التّمديد وعلى الأرجح فإنّ الصوتَ سيدوّي الأسبوعَ المقبلَ وَفقَ ما أعلنَ رئيسُ مجلسِ النوابِ المُمددِ له باعتبارِ ما سيكون نِصفُ الدعوةِ إلى جلسةِ التمديدِ تمّ اليومَ على جُثةِ الجلسةِ الرابعةَ عشْرةَ لانتخابِ الرئيس والمغفورُ لها حتّى التاسعِ من الشهرِ المقبل.
وما بينَ الجلستينِ حَراكٌ للنائب سامي الجميل بينَ معراب أمس والرابيةِ اليوم وانصرافٌ للنائب وليد جنبلاط إلى العالمِ الافتراضي مغرداً في سِربٍ جديدٍ عبرَ دخولهِ مملكةَ التويتر مع كلبهِ الشهير أوسكار.