وحدَهم أبناءُ الأرضِ يَرسُمون حدودَ الموقِف ويسيرون بلا أن يكونوا مسَيّرين سياسياً فبعد انشطارِ الموقفِ الدرزيّ حولَ مجزرةِ قلب لوزة وإبداءِ الرأيِ مِن ثلاثيِّ أضواءِ الطائفة أبدى رجالُ السويداء رأيَهم على الأرض ومَنعوا سيطرةَ الإرهابيين على مطارِ الثَّعلة ووَقفوا إلى جانبِ الجيش السوريِّ في معركةِ العبور في ثاني تَحدٍّ مِن نوعِه لأقليةٍ تقومُ بأعمالِ الأكثرية وذلك بعدَ تجرِبةِ الأكرادِ الرائدةِ في معاركِ كوباني النصرة التي انسحبت من المطارِ العسكريِّ الإستراتيجيّ قدّمتِ اعتذارَها إلى الدروز عن مجزرةٍ لم تنلْ موافقةَ الأمراءِ في الجبهة وفي بيانِها صوّرت النصرة جبهتَها على أنّها الكفُّ النظيفةُ التي تلقّتِ الحادثَ ببالغِ الأسى وأنّها فصيلٌ لم يُوجّهِ السلاحَ إلا إلى مَنِ اعتدَى لكنّ البياناتِ لا تُلغي التواريخَ الدمويةَ الماثلةَ بالصورةِ خَطفاً وقتلًا وتنكيلاً فهل راهباتُ معلولا اعتدَيْنَ على النصرة أم عناصرُ الجيشِ اللبنانيّ وقُوى الأمنِ الذين اقتيديو من بيوتِهم في قلب عرسال
ووقائعُ الأيامِ السودِ للنصرة لا تتّسعُ لها سطورُنا هنا وحساباتُها اليومَ أسودُ مِن أيامِها في المواجهةِ الدائرةِ عند الحدود وجديدُها لحزبِ الله في مِنطقةِ الجراجير ما اضْطَرَّ النصرةَ إلى طلبِ مساندةِ داعش وهذانِ الفَصيلانِ هما إخوةٌ في الإرهابِ على الرَّغمِ مِن ادّعاءِ الخلاف فداعش والنصرة وما تفرّعَ عنهما مِن جَبَهات فَرعٌ من أصلٍ واحدٍ هو القاعدةُ التي تأخُذُ في بعضِ الدولِ المُتحضّرةِ شكلَ الإخوان
ما يَعني لبنانَ مِن كلِّ هذهِ الفصائل هو بقاؤُها خارجَ الحدود ولأنّ الحدَّ الأدنى من هذا الشرط متوافرٌ فقدِ انعكسَ تطويقُ الإرهابِ إيجابياً على الرَّغمِ مِن كلِّ الهَزّاتِ السياسية وقرارُ استقرارِ لبنان أمنياً بدا أنه ساري المفعول ولا همَّ بعد ذلك سواءٌ انعقدت جلسةُ مجلسِ الوزارءِ أم تفرّقَ شملُها ما دام الأمنُ مُنعقداً وبموافقةٍ إقليمةٍ دَولية تنسحب هذه الموافقةُ على الدورِ المُناطِ بجُمهوريةِ مِصرَ العربية والتفويضِ اليها الحلولَ السياسيةَ التي تبدأُ مِن سوريا وتتمدّدُ إلى لبنان وعلى هذا التفويضِ تُقلعُ الطائرةُ الحكوميةُ الأربِعاءُ إلى القاهرة زيارةُ الرئيس تمام سلام لمِصرَ على رأسِ وفدٍ وزاريّ لم تَندرجْ ضِمنَ منظومة ” الشوق” الى السيسي إنما في إطارِ صيفٍ عربيٍّ ستديرُ القاهرةُ “نسماته” لاسيما
بعدما هبت من صوبِ الغرب رياحٌ فرنسيةٌ ألمانيةٌ تدعو إلى التعاملِ معَ الأزْمةِ السوريةِ بطريقةٍ برغماتية والى عدَمِ المغامرة بإطاحةِ النظام السوريِّ معَ تعذّرِ البديل أمام الدور المُسنَدِ إلى مصر والقراءةِ المستجِدةِ أوروبياً للوضعِ السوريّ تصبحُ الأوراقُ اللبنانية تفاصيلَ صغيرةً نستقي وقائعَها من عواصمَ مقرِّرة ويعودُ إعلانُ النياتِ إلى حجمِه بين عون وجعجع هذا الحجمُ قزّمَه قائدُ القوات شخصياً عندما أعلن أنه عبارةٌ عن مبادىءَ عامةٍ يتّفقُ عليها معظمُ اللبنانين
والترجمةُ الحرفيةُ لهذا التصريح أنه إعلانٌ عامّ لا طعمَ له ولا لون بعد أن وضُع في قالب تاريخي نادر لا يحصل الا كل ثلاثين سنة مرة وتلك أول ضربة يسددها سمير جعجع بيديه لأتفاق خرج من تحت الصفر ولا أمل له ببلوغ اي رقم بعد الصفر
انتهى