في يومِ جُمُعةٍ سُحبَ مِنَ التجربةِ السوريةِ إلى لبنان .. لفّت الراياتُ السودُ مناطقَنا .. وخرَجت تكبيراتٌ منَ المساجدِ تبايعُ الدولةَ الاسلاميةَ وتضرِبُ بسيفِها وتناجي أبا مالك التلة دخولَ بيروت إرتفعت هذهِ الأصواتُ تحديداً من عرسال وبشكلٍ أقلَّ زَخْماً من مساجدِ طرابلس في تظاهراتٍ حفزت لها هيئةُ العلماءِ المسلمين وبايعتْها النصرة بهدفِ أستنهاضِ اللبنانين والنازحين السوريين ضدَّ الجيش وما يقومُ به من عملياتِ تطويقٍ للإرهابيين في جرود عرسال وقد تمكّنت قناةُ الجديد من دخولِ مخيماتِ النازحين المحروقة وجرودِ عرسال وساحاتِها الداخلية حيث التظاهراتُ كانت تُنادي ” عرسال حرة حرة ” والنازحون يشكون حرقَ خيمِهم ومبيتَهم في العَراء لكنّ مَن أقدم على إضرامِ النيران كان طرفاً يريدُ الهربَ وإشغالَ الجيشِ عن مُهماتِه فالعسكرُ الذي دهَمَ المِنطقةَ لم يستهدفِ النساءَ والأطفال كما رُوّج بل إرهابيينَ يحتمونَ بالنازحين وهذا ما أظهرته توقيفاتُ الجيش يومَ أمس .. وصيحاتُ عرساليين اليومَ تستنجدُ بأبي مالك التلي وهو رأسُ الإرهابِ الذي يَحتجزُ عسكريين لبنانينَ رهائن .. وقبلَهم كان أميرَ اعتقالِ راهباتِ معلولا فهل يقف الجيشُ مصفِّقاً مع المتظاهرين مرحِّباً بقدومِ التلي؟ هل يستسمحُ هيئةَ العلماءِ لأنّه أدّى واجبَه الوطنيّ. هل يُسهمُ في تعزيزِ بناءِ إمارةِ عرسال ويبايع ؟ . أم يَمضي في إقامةِ سياج أمنيّ منعاً لتسللِ الإرهابَ إلى المدُنِ اللبنانية ؟ هذا خطٌّ العسكر .. وهذا قرارُه .. والأمرُ له .. فدماؤُه على الأرض .. رفاقُه في الأسر .. وطنُه من يَلْبَسُ ثيابَ الموت والجيشُ وليُّ التوفيق تعلّمُ المؤسسةُ العسكرية إبناءَها في درسِهم الأول أنّهم مشروعُ فداءٍ وتضحية وربما استشهاد فمِن غيرِ المسموحِ به لأيِّ جهةٍ أن ترسُمَ لها حدودَها .. من أولِ العلماء إلى رأسِ الحكومة ومِن غيرِ المبرّرِ أن يتبرّعَ الرئيسُ تمام سلام من نيويورك بتصريحاتٍ هدّامةٍ كأن يقولَ إنّ القُدُراتِ اللبنانيةَ لا تسمحُ بعملياتٍ هجومية وإنما دفاعيةٍ فقط ومن الأنسب أن يُدفَنَ كلامُ نيويورك في نيويورك لأنّ الجيشَ سيصنّفُه إهانةً وتقليلاً من دورِه وفي مبادىءِ المؤسسةِ العسكريةِ أنّ على الجيشِ الاستعدادَ للهجومِ والدفاع .. للمباغتةِ والعملياتِ الاستباقيةِ والدّهم فهل يَستحيي الرئيسُ تمام في قولِ ذلك ؟ وهل يصابُ بداءِ الخجلِ إذا ما اعترفَ أنّ جيشَه يطاردُ الإرهابيينَ الذين يُصفّونَ جنودَه بقطعِ الرؤوس ؟ معاركُ سلام في نيويورك شهِدت مطاردةً مِن نوعٍ آخر .. فهو وتَجنباً لمشاركةِ وزيرِ الخارجية جبران باسيل قرّر توقيتَ لقائِه الوزيرَ جون كيري على مواعيدِ باسيل .. الذي استلّ دهاءَه وعدّلَ مواعيدَه ليَحضُرَ الاجتماعَ بين سلام وكيري الذي يُعقدُ بعدَ قليل وبعد التقاطِ الصورةِ التَّذكارية .. سيعودُ باسيل إلى مقرِّ الأممِ المتحدة حيث سيكونُ في انتظارِه وزيرُ الخارجيةِ السورية وليد المعلم … في أولِ تنسيقٍ سوريٍّ لبنانيٍّ على هذا المستوى .. وشكراً نيويورك.