فُتحت ثُغرةٌ في الجرد وتوجّه الموفدُ القطريُّ نحوَ الجهةِ الخاطفة يرافقُه ضابطانِ مِن الأمنِ العامِّ اللبنانيِّ أوصلاهُ إلى الجغرافيا الآمنةِ في عرسال ومِن هناك تسلمتْه جهاتٌ على صلةٍ بالخاطفين وحتى كتابةِ هذه السطور كان الموفدُ القطريُّ لا يزالُ في المِنطقةِ المحظورةِ على الأمنِ اللبنانيّ وبحسَبِ المعلومات فإنّ الموفدَ ضابطُ استخبارتٍ قطريّ وقد شاع مع وصولِه نبأُ قربِ الإفراج عن عسكريَيْن خلالَ عيد الأضحى وإنما الأعمالُ بالنيات وشروطُ التفاوض تبدو غامضةً كسوادِ الليل الذي يَجري تحت خيوطِه أولُ اللقاءات وانتظاراً فإنّ الأهاليَ لا شيءَ لديهم سوى ترقبِ الطرقِ التي قطعوها وما إذا كانت دربُ عرسال ستأتي لهم بأيِّ نبأٍ يُعيدُهم إلى منازلِهم معَ أبنائِهم وهم استقبلوا اليومَ رَشَقاً نيابياً من زحلة جاءَهم يخلّصُ نفسَه من غضبِ الأهالي ويؤمّنُ بالتالي طريقَه مِن المدينةِ وإليها وذلك بعدما ثارَ ذوو العسكريينَ على كلِّ السياسيين الذين تجاهلوا اعتصامَهم في البرد وتحتَ المطر
قد تنجحُ عمليةُ التفاوض وقد تعودُ إلى نُقطةِ الصِّفر والرّهانُ عليها لا يُعفي من الاستمرارِ في الضغطِ لتسليحِ الجيشِ اللبنانيّ لأنّ مَن خَطِفَ اليوم سيَخْطَفُ غداً ما دامت أصبحت مهنةَ الإرهابِ الأولى التي يَرتزّقونَ منها
وتسليحاً جاءنا الأمنُ القوميُّ الإيرانيُّ عارضاً هبةً للجيشِ على أن يتوجّهَ وزيرُ الدفاعِ اللبنانيِّ إلى طهرانَ للتنسيق فهل وزيرُنا مقبل على زيارةِ إيرانَ لمساعدةِ جيشِه بالسلاح أم سيُصابُ بعدوى النأي بالنفس ولو كان الاميركيُّ أو السعوديُّ أو القطريُّ يمثّلُ الجهةَ الواهبةَ لهتزّتِ الارضُ تهليلاً ولكانت الشكرا على كلِّ شفةٍ سياسيةٍ ولسان نصفّقُ حتى للوعودِ الوهميةِ والصفَقاتِ التي لا تخرجُ عن الورق والسلاحِ الذي لا يخرجُ من مخازنِ الواهبين
إيران تَمُدُّ يدَها فماذا أنتم فاعلون وإذا كنتُم تَحسُبونَ خطَّ العودةِ معَ الغرب فإنّ الولاياتِ المتحدةَ نفسَها تفاوضُ إيرانَ وتُجري الصفَقاتِ معها وتغازلُها من فوقِ الطاولةِ وتحتَها نتعوّذُ الاقترابَ مِن إيران ونجافي سوريا وبينَنا وبينَها مِليونا نازحٍ وقضية ونتوجّسُ مِن لقاءِ وزيرِ خارجيتِها الموجودِ على أرضٍ أمميةٍ وتعترفُ به الجمعيةُ العموميةُ ويُلقي كلمةَ بلادِه من على مِنبرِها واليومَ أكّدَ وزيرُ الخارجية جبران باسيل أنّ لقاءَه ووليد المعلم كان ضمنَ الأصولِ مِن الألفِ الى الياء وقُم للمعلمِ اللبناني ووفّهِ الإضرابَ من جديد معَ انطلاقِ أولِ جلسةٍ تشريعيةٍ لمجلسِ النوابِ غداً وهي استكمالٌ لجلسةٍ سابقةٍ وليس فيها أيُّ أوراقٍ واردة وعشيتَها اجتماعٌ في بكركي وآخرُ في الأونيسكو وتوجّهٌ نحوَ الاعتصامِ غداً أمامَ ساحةِ النجمة .