بين تلةٍ وجرد أصبح حِزبُ الله في مواجهةِ النصرة موقِعاً لموقع.. فالنصرةُ وثقّت انتشارَها المُصوّرَ في مِنطقةِ عسال الورد.. والحِزبُ سيطرَ على مركَزِ أم خُرج الذي كان المُسلحون قدِ انطلقوا منه في غزوة جرود بريتال يومَ الأحدِ الماضي.. النصرة تبحثُ من عسال الورد على منافذَ أخرى للتسلل.. ورجالُ الحدود يحرُسونها.. فإلى أين المواجهة؟ وما احتمالاتُ تطوّرِها في ظِلِّ معلوماتٍ تُرجّحُ وجودَ العسكريين المخطوفين في مِنطقةِ الاشتباك حالياً . مشهدُ الحدود بدا أكثرَ تأزّماً.. لكنّ الواضحَ فيه أنّ أيَّ ثُغرةٍ لم يتمكّن المقاتلون من اختراقِها للدخولِ إلى عمقِ القُرى.. والإسنادُ الوحيدُ للنُّصرةِ جاء من مَسرَبٍ آخر.. من الحدودِ غيرِ الشرعيةِ الفاصلةِ بينَ الجَولانِ ومناطقِ شبعا.. هناك استَحدثَ الجيشُ اللبنانيُّ نِقاطاً إستراتيجيةً للمراقبةِ بعدَ محاولاتِ تسلّلِ المسلحينَ عَبرَ طُرُقٍ فرعية.. أقدمت إسرائيلُ على استهدافِ مركَزِ الجيش.. وبهذه الخطوةِ فإنّها تأذَنُ للنصرةِ بالعبورِ بعيداً مِن عيونِ الجيشِ لتفتحَ جبهةً من الطرَفِ اللبنانيّ تؤازرُ خُططَ التسللِ مِن جرود بريتال . هو الخطرُ الذي تراءى لوليد جنبلاط قبل وقوعِه.. ودفعَه إلى التَّجوالِ بين القرى باعثاً بين أهلِها روحَ اليَقَظَة جنبلاط الذي أتمّ واجبَه في إعلانِ التعبئة الوطنية.. أوفد وائلَه إلى أهالي العسكريين.. وكَسَرَ ضهرَ البيدر باعتصامِه مُقْنِعاً ذوي المخطوفين بنقلِ احتجاجِهم إلى ساحةِ رياض الصلح نُقلت الأزْمةُ مِن ضهر إلى وسَط.. لكنّ حلولَها لا تزالُ في رأسِ أولوياتِ تسليحِ الجيش.. وحِيالَ ذلك أعلن وزيرُ الدفاعِ الفرنسيُّ جان إيف لودريان اليومَ أنّ بلادَه ستُرسلُ الأسلحةَ والمُعَدَّاتِ قريباً إلى الجيشِ اللبنانيِّ في إطارِ صفْقةِ الملياراتِ الثلاثةِ معَ السُّعودية وقال إنّ هذه الاسلحةَ ستذهبُ لمكافحةِ الإرهابيينَ الزاحفين إلى لبنانَ وسوريا وأعلن الوزيرُ الفرنسي أنّ المشروعَ يشتملُ على تزويدِ الجيشِ الُمعدّاتِ البريةَ والبحريةَ والجويةَ وتجديدَ أسطولِ طائراتِ الهليكوبتر التابعةِ للجيشِ اللبناني هذا الوعدُ أطلقَه وزيرُ الدفاع الفرنسي أمام برلمانِه.. لكنْ متى يصلُ إلينا.. وكم سيستغرقُ من الوقت لنقلِه من البرلمانِ الفرنسيِّ إلى الميدانِ اللبناني.. فهذا لم تَجرِ جدولتُه الزمنيةُ بعد . ومن المعاركِ بلا أسلحةٍ إلى المعركةِ السياسيةِ التي تَفتقدُ أيضاً العتاد غداً جلسةٌ انتخابيةٌ تَحمِلُ الرقْم أربعةَ عشَر.. ولأنها ستكونُ حرفاً لا يقُرأ كما أعلن الرئيس نبيه بري.. فالجديد لن تقرأَ تصريحاتِها وستمتنعُ عن بثِّ الآراءِ غيرِ السديدةِ لنوابِها من ساحةِ النجمة ولمرشّحِها الوحيد سمير جعجع من معراب.. وكفى الله المشاهدينَ شرّ الظهورِ المتكرّرِ العبَثيّ للسياسيينَ على مدى 14 جلسةً ناقصة الرئيس . تمديداً.. الطبخة استوت.. وبما أعلنه زعيمُ تيار المستقبل وما ردَّ عليه الرئيس بري.. نكونُ أمامَ عبارةْ “قوموا لنهني”.