بمرحلةٍ أوليةٍ ومعَ تَرنّحِ الملياراتِ الوهميةِ لدعمِ الجيش.. فإنّ المؤسسةَ العسكرية تتسلّح مما تصادرُه بعد المعركةِ الأخيرةِ في طرابلس والضنية.. فعملياتُ الدهم يبدو أنها تُعبّئُ مخازن.. وفيها مِن كلّ أنواعِ السلاح: قذائف.. قنّاصات.. عُبواتٌ جاهزة لا ينقصُها سوى التفجير وصولاً إلى الصواريخ السلاحُ برجالِه.. تَجري مُصادرتُه وتوقيفُ المطلوبين.. لكنّ دهمَ منزلِ ذوي الشّيخ بلال دقماق اقتَصر على العَتادِ من دونِ مالكه الموجودِ حالياً في تُركيا.. واللافتُ أنّ كمياتٍ مِن هذه الأسلحةِ لا تزالُ تنتجُ في بابِ التبانة محلة سوق الخضار.. على الرّغم من دخولِ الجيش إليها وتمشيطِها بعد انقضاءِ المعركة.. ما يؤشرُ إلى احتمالين: إما أنّ المقاتلين تَركوا وراءَهم ذخائرَ لم تكُن منظورةً بالعينِ العسكريةِ المجردة.. وإما أنّ هناك مَن بقي تحتَ الباب يفخّخُ ويزرعُ عُبواتٍ للجيش.. وبينَها واحدةٌ جرى تفكيكُها اليومَ وتزنُ ثلاثةً وعشرينَ كيلوغراماً . اليدُ الأمنيةُ الطولى تعقّبت ذوق الحبالصة وأوقفت أبو عمر حبلص الذي ظهر بالأمس على قناةِ الجديد وكان يعتزمُ معَ مجموعةٍ شبابيةٍ عقدَ مؤتمرٍ صِحافيٍّ اليومَ ينقلبُ فيه على كل ِّالمرحلةِ التي استُخدم فيها شبابُ الضية وَقوداً لمعركةٍ سياسية حبلص استعاضَ عن المؤتمر ببيانٍ دعا فيه إلى الجهاد أمام أطفالِنا ولقمةِ عيشِنا فقط.. منتقداً السياسيين وشيوخَ الدِّرهمِ ممّن غادروا البلاد معَ أطفالهم وزوجاتِهم وممّن تمتّع بالحَصانة وحرّضونا على الجيشِ ليُحرقوا شبابَنا.. وختمَ البيانُ الحبصلي بعبارة: لا سامحَكمُ الله لأنّكم استعملتمونا رصاصاً لبنادقِكم يا مَن خُنتم دينَكم وطائفتَكم لحِساباتِكم الشخصية وجَمعِ المال . ما إنِ انتهى البيانُ حتى أصبح مّوقّعُه في قبضةِ الجيش.. أما الرسومُ التشبيهيةُ الواردةُ في النصِّ فهي ليست لأشخاصٍ وهميين بل لقادة منهم مَن هرب.. ومنهم مَن لا ينتظرُ لأنه يتمتّعُ بحَصانةٍ قابلةٍ للتمديد وعلى مواقيتِ أزْمةِ العسكرِ المخطوف فإنّ ذويهم ينتظرون أن يترجّلَ الموفدُ القطريُّ فيفرجَ عن معلومةٍ يبلغُها إلى الجانب اللبناني.. لكنْ وبحسَبِ أحدِ أشقاءِ العسكريينَ فإنّ الأجواءَ إيجابية وقد تُسفرُ عن أنباءٍ سارة . في السياسةِ لا أنباءَ سارة ولا من يُسَرّون.. ومن اليومِ حتى الأربِعاءِ المقبل لن يبحثَ النوابُ في المَخرَجِ التشريعيّ للتمديدِ فحسب بل في المَخرجِ الخلفيِّ الذي سيغادرون منه القاعةَ العامة بعد أن يكونوا قدِ ارتكبوا فعلاً تشريعياً فاضحاً أمام الرأي العام منهم مَن سيهرب متأثراً بأسلوبِ هربِ الإرهابيينَ مِن طرابلس متخفياً بزِيِّ نازحٍ.. ومنهم من بدأ مِنَ الانَ يستعينُ بمواهبِه الدستوريةِ لتغطية موقفِه عندما يمدّد.. كحالِ الدّستوريِّ الكبير وزيرِ الاتصالات النائب بطرس حرب الذي كبّر الخطَر ولفّه بغلافٍ جويّ من المواد القانونية واستحضرَ المؤمراتِ الكونيةَ وانهيارَ الدولة وتعطيلَ حِزبِ الله.. قبل أن يعلنَ أنه مرغمٌ على التمديد.