بوغدانوف عادَ إلى لبنانَ بعدَ سوريا.. أسلحةُ الملياراتِ الثلاثةِ تعودُ إلى السُّعوديةِ للبرمجةِ والتدقيق.. الموقوفون في قضيةِ فتوش الجديد عادوا إلى منازلِهم.. والصراصيرُ عادت إلى الموادِّ الغذائية مع صرفٍ صِحيٍّ يَروي مزروعاتِ جونية والجوار فلا الموفدُ الروسيُّ اتّضحت أسبابُ جولتِه الثانية.. ولا الجيشُ اللبنانيُّ سيُتزوَّدُ سلاحَه قريباً.. ولا كأنّ وزيرَ الصِّحةِ قد أقفلَ وأنذر.. أما زحلة فيبدو أنّ فتوشَها “مربّى الأسودة” واعتداءَه على فريق قناةِ الجديد سيَمُرُّ “كشربة تمديد” بعد تواطؤٍ مِن قضاءٍ محليٍّ وقدَرٍ سياسيٍّ مَحليٍّ وإقليميّ.. يَدعمُ أسمَنتَه بعدَ كسّاراتِه الضاربةِ في سلسلةِ جبالِ لبنان . غداً.. ستُسجّلُ الدعوى ضِدَّ مجهول.. وسنجدُ أنّ البحثَ والتحريَ عن الفاعل قد توقفا بفعلِ فاعل.. وأنّ مفارزَ زحلة والبقاع وفصاءلَها الأمنيةَ قد تعذّرَ عليها إبلاغُ المعتدي.. ولن يَجدَ القضاءُ أيَّ رابطٍ بينَ المرتكبين والرأسِ المدبّرِ بيار فتوش.. أما شقيقُه فحصانتُه “منّو وفيه”.. من أعلى رأسِه السياسي إلى أسفلِ بُناهُ الأسمَنتية . و”الجديد” يحفظُ دروسَ القضاءِ الذي لم يتّخذْ قراراً واحداً يرفعُ فيه شأنَ الإعلام ويحفزُه على مزيدٍ مِن ضربِ بيوتِ الفسادِ والاستمرارِه في العملِ الاستقصائيّ حيثُ تُخفِقُ الحُكوماتُ وتتراجعُ القرارات . هذه الجمارك مِثالاً.. والمعتدون فيها ما زالوا في مناصبِهم وقد يُمنحنونَ أوسمةً على نَهبِهم المَرفِقَ العامّ.. ولوائحُ تحالفِ القضاء معَ السُّلُطاتِ السياسيةِ والحزبيةِ أكثرُ مِن أن تَتّسعَ لها سطور . خَطرُ الحَصاناتِ السياسيةِ استشعرَه وزيرُ الداخلية نهاد المشنوق الذي يبدو أنه عَزم على الملاحقةِ بلا هَوادة.. وهو سَحب المِلفَّ مِن النيابةِ العامةِ في زحلة ووضعَه في تصرّفِ شُعبةِ المعلومات بعد تنسيقٍ معَ وزيرِ العدل أشرف ريفي وعلّق المشنوق للجديد على قرارِ إخلاءِ سبيلِ الموقوفين في القضية بالقول: يبدو أنّ النيابةَ العامةَ “أخذت راحتها” بإخلاءات السبيل.