معَ طلعةِ كلِّ وسيطٍ يتأمّلُ الأهلُ مساعيَ تعيدُ إليهم أحباءَ العمر.. وتختِمُ العامَ بفرحِ العودة.. لكنّ الوسطاءَ لا يرحمون.. منهم من كان حنانُه يميلُ جرداً.. وآخرون يبتاعون ويَخطَفون دوراً على حسابِ المخطوف.. ويبدو أنّ الشيخَ خاتَمَ الوسطاء وسام المصري يتحدّرُ من سلكِ بائعي الحرية.. فما قدّمَه حتّى الآنَ لا يتعدّى عَرضَ تهديداتِ داعش بصورٍ اصطحبَها من الجرد.. وهدّدت فيها الدولةُ الإسلاميةُ ثلاثةَ زعماءَ لبنانيينَ باللغةِ الفرنسية وفي يومِ لغة الضاد والإيجابيةُ الوحيدةُ لزيارةِ المصري موقِعَ الخطف تكمُنُ في تقفّي أثرِه إلى الجرد ورصدِ نُقطةِ تمركزِ الخاطفين من داعش التي يبدو أنّها في مِنطقةٍ قريبةٍ من الحدود وإذا وضع الجيشُ إشارةً على هذه النُقطة فلن يكونَ أمامَه سِوى التفويضِ بالحسمِ العسكري.. وعندئذٍ تَبطُلُ أوراقُ الوسطاءِ والمرتزِقين وأربابِ حلَقاتِ الدَّجَلِ الإنسانيّ ويعودُ المِلفُّ إلى أوليائِه من أهلِ الأمن.. فلا هي وظيفةُ خليةِ الأزمة التي وَجَب حلُّها.. وليست القضيةُ من اختصاص هيئةِ العلماء المأخوذةِ فكرياً نحوَ ذوي الخاطفين ونسائهم الموقوفين.. وحكماً لن تكونَ أيضاً مِن مسؤوليةِ الشيخ المصري ولا علي عقيل السفيرِ بلا سِفارة أو عمر حيدر المحزونِ على القضية من دونِ إثباتِ نَسَب داعش والنصرة هما في هذهِ الأزمةِ أقوى لأننا لم نقدّمْ إلا الصورةَ الضعيفة التي يَخرُقُها خلايا ومتبرّعون ومدّعو وساطةٍ وملتحفو قناعٍ إنساني.. لكنّ الإرهابَ الذي نواجهُه لن يحتاجَ إلى العاملِ الإنساني وهو الذي يراسلُنا بقطعِ الرأس وبتفنّن بتصويرِ الرصاصِ يخترقُ أغلى الأجساد وبعدَ خمسةِ أشهرٍ على عذاباتِهم حان لأهلِ المخطوفين أن يَعُوا هذه الحقيقةَ وأنّ أبناءَهم لن يعودوا بقَطعِ طريق ولا بتفويضِ شيخٍ عابر ولا بإعطاءِ المنابرِ لمتسلقي الزعامة.. وطالما الشيخ المصري قد تمكّنَ مِن الوصولِ إلى مكانِ الخاطفين.. فالجيشُ أيضاً يستطيعُ أن يصلَ إذا ما منحناهُ السلطةَ على ذلك.. وجرى تزويدُه السلاحَ الذي ما زال قيدَ الورَق.. وفي خبر “كان” أو موناكو.. أو الرياض.