عوارضُ سلامٍ ومحبةٍ ضَرَبت في ليلةِ ميلاد .. حوارُ الملائكةِ على أرضِ عين التينه حكاياتٌ تُروى لليومِ التالي .. عن الودِّ والتلاقي والعِشقِ الذي كانَ مَمنوعاً .. عن فريقينِ ولونين .. عن جبهتي حربٍ قرّرتا وضعَ السلاح على الأرض والبَدءَ بنقاشٍ يُريحُ تشنّجَ الوطنِ الطائفيّ ..ليُستكملَ لاحقاً وتُنبتَ فراكة أبو مصطفى لُحمةً وطنيةً مطابقةً للمواصفات مَنِ اجتمعوا بالأمس هم مَن عرَفتْهم المنابرُ متقاتلين على سوريا والسلاحِ والمحكمة .. لكنّهم قرّروا اليوم بَدءَ صفحةٍ جديدةٍ مصحوبةٍ بالكِتمان وحسناً فعلوا
لأنه ” إذا شفناهن مش رح نعرفن ” حيثُ الانضباطُ والاحترامُ وقِمةُ الغرام حتّى إنّ جُمهورَهم لن يؤمنَ سريعاً بسحرِ الزَّعفرانِ الإيرانيّ وقدرتِه على ” فكِّ المربوط ” وربما لاحقاً ” جلبِ الغائب” والأحباءُ الزّرقُ والصُّفرُ ضَربوا موعداً جديداً لاستكمالِ الوئامِ حُدّد في الخامسِ مِن كانونَ الثاني المقبل في المكانِ نفسِه حيث طابتِ الإقامةُ ولائحةُ الطعام .. ورَكن المجتمعون إلى ضابطِ إيقاعٍ لم يحاولِ الإيقاعَ بينَ أيٍّ مِن الطرفين بل سعى نبيه بري لتصفيرِ المشكلات وهو فَرَزَ مُعاونَه علي حسَن خليل لحضورِ الآتي من الجلَساتِ متأبطاً دفترَ الأيامِ الصعبة خليل نَقل لاحقاً الى جنبلاط أجواءَ الحوارِ حتى لا يشعرَ زعيمُ التقدميِّ أنه خارجَ الصورة .. وقدِ استَقبل جنبلاط أيضاً رئيسَ وفدِ المستقبل للحوار نادر الحريري . سواءٌ جلسةِ الأمس أو في الخامسَ عشَرَ مِن الشهرِ المقبل فإنّ حِزبَ الله سوف يَرُدُّ الأزْمةَ إلى حيث يجب أن تُعالج .. ونظريةُ الحزبِ التي قالها بالأمس ويكرّرُها في أوساطِه أنّ حوارَ الرئاسةِ له قناةٌ وحيدة: ميشال عون .. فاذهبوا ورتّبوا أوضاعَكم مع هذا الرجلِ مِن فوقِ الطاولةِ أو تحتَها .. إفرِضوا شروطَكم عليه واستحصلوا منه على التزامات لكنْ ليس بإمكانِكم أن تُخرجوه من معادلةِ الرئاسة رئاسةُ الجُمهورية بيدِ عون .. السلاحُ مرحّل .. وسوريا غيرُ مطروحة .. المحكمةُ إلى المَطمر .. لتبقى قضايا أخرى كقانونِ الانتخابِ والتشنّجِ السياسيِّ والمَذهبيِّ والتصدّى المشتركِ للإرهاب وتلك عناوينُ قاربَها البيانُ الختاميُّ ووضعَ أسساً لنقاشِها عندما تَحدّث عن وَحدةِ الموقفِ في مواجهةِ الأخطار وأكّد الطرفانِ استعدادَهما لحوارٍ جادّ ومسؤول هذهِ الجِدية غيرُ مطابقةٍ للمواصفاتِ داخلَ مَجلسِ الوزراء وقد رَفع الرئيس تمام سلام شكواهُ عن الوزراءِ اليومَ إلى البطريرك الراعي في زيارةِ التنهئةِ بالعيد مُعلناً أنّ الوضعَ غيرُ مُريحٍ ولا يُنبىءُ بانفراجات .