ثالثُهم حسنُهم ففي اليومِ الثالث من مواكبِ التشييع مَشى إيليا غرافيكا كمغرّدٍ على عين قانا وبينَ جمْعٍ يُعيدُ وراءَه آراءَه ويَتذكرُ شاباً بأسماءٍ كثيرةٍ عابرةٍ للطوائف وبموقفٍ واحدٍ له ووجهٍ لا يتلوّنُ هو محمّد علي أبو الحسن وفي الغازية وجهانِ لشهادةٍ واحدة الأبُ يصطحبُ ابنَه الى ترابٍ مشتركٍ بعدما أثبتت دقاتُ القلبِ أنّ النَّبْضَ مشتركٌ أيضاً إنتهى تأبينُ الشهداءِ الستة ودَوىّ الصمتُ في صفوفِ قيادات حِزبِ الله ولم يَخرجْ عن الحزب أيُّ إشارةٍ تُريحُ قلبَ القُبةِ الحديديةِ في إسرائيل التي تدورُ عَجَلاتُها افتراضياً ورإداراتُه التقَطت تصريحاتٍ من إيران تتوعّد بردِّ فعلٍ شديدٍ وبمواصلةِ درب الشهادة حتى تحريرِ القدس لكنّ القُبةَ اعتَرضت هذه التصريحات وسارعت تل أبيب إلى إعلانِ أنها لم تكن تعلمُ أنّ مِن بين الذين استهدفتْهم في غارةِ القنيطرة جنرالاً إيرانياً هو محمّد علي الله دادي الذي شيّعتْه طهرانُ اليوم صوتُ طهرانَ العالي تُجاهَ إسرائيل تعلو عليه قرقعةُ سيوفِ الحوثيين في اليمن التي مِن شأنِها أن ترسُمَ معادلةً جديدةً في المِنطقةِ تصبحُ فيها إيرانُ على بابِ المَندَبِ وتطوّقُ الجزيرةَ العربيةَ كلّها بما فيها القواعدُ الأميركيةُ والقاعدةُ الإسرائيليةُ في إرتيريا تلك الخريطةُ ستدفعُ باتجاه جلسةٍ سُعوديةٍ إيرانيةٍ حتميةٍ لإعادةِ ترتيبِ وتوزيعِ مِلفاتِ المِنطقة وربَّ قصرٍ رئاسيٍّ في اليمن يَفتحُ قصراً رئاسياً في بعبدا وإلى حين حوارِ القصور فإنّ الوَحدةَ الداخلية في أبهى حُلتِها وهي أنتجت اتصالاً من الرئيس فؤاد السنيورة اليوم بحزبِ الله مقدِّماً التعازيَ بالشهداء والاتصالُ كان بين السنيورة والمعاونِ السياسيِّ الحاج حسن خليل حيث أكّد السنيورة أنّ الخلاف شيءٌ والاستشهادَ قضيةٌ أخرى ثمارُ إضافيةٌ للوَحدةِ والتنسيقِ على جبهة عين الحلوة بين عُصبةِ الأنصار والدولةِ اللبنانية وعلى الأغلب فإنها نِتاجُ مدةٍ طويلةٍ منَ العمل قادَها اللواء عباس ابراهيم واستخباراتُ الجيش وأولى النتائجِ ما أعلنه عقلُ العُصبة أبو شريف عقل للجديد متوجّهاً إلى شادي المولولي بالقول سنعيدُك من حيثُ أتيت وبالطريقةِ التي وصلْتَ بها إلى المخيم وطالبه بأن يَفديَ المئةَ ألف نَسَمَة مِن عَجَزةٍ ونساءٍ وأطفالٍ في عين الحلوة ويرحلَ عنها ترافقَ ذلك ورسالةَ تطمينٍ أوفدها الرئيسُ محمود عباس مع عزام الأحمد الذي أعلن مِن بيروتَ أن السُّلطاتِ المعنيةَ بأمنِ المخيماتِ تَسلّمت رسمياً لائحةً بأسماءِ مطلوبينَ اختَبأُوا في مخيمِ عينِ الحلوة دهمُ عباس للمخيم على سبيلِ اليَقَظة لم يكن يحتاجُ إلى ورقةٍ رسميةٍ لأنّ المطلوبينَ معروفون بالاسم منذ أبو مِحْجَن إلى ضياع شادي بينَ دهاليز المخيم لكنّ ما أيقظَ السلطةَ الفِلَسطينيةَ هو إنذارُ محمد دَحلان دونجوان فِلَسطين والمَهْجر الذي أسّس لموطئِ قدمٍ في المخيمِ عَبرَ اللينو.