تحصّنوا تحتَ الأرضِ فجاؤُوهم مِن فوقِها وعلى رُمحِ النهار حَفَروا في إصبعِ الجليل فامتدّت كَفُّ رجالِ الشمسِ إلى حدودِ الغجر المِنطقةِ الواقعةِ على كعبِ القنيطرة السوريةِ موقِعِ الغارةِ الإسرائيليةِ على موكِبِ حِزبِ اللهِ قبلَ عشَرةِ أيام قتيلانِ بينَهم قائدُ سريةٍ إضافةً إلى سبعةِ جرحى حصيلةُ عمليةِ ردِّ الاعتبارِ التي نفّذها حزبُ اللهِ خارجَ حدودِ الخطِّ الأزرقِ وداخلَ مِنطقةِ مزارعِ شبعا المحتلة العمليةُ احتَلّتِ البيانَ رقْم واحد وانتظرَ الحزبُ الردَّ الإسرائيليَّ ليبنيَ عليه البيانَ رقْم اثنين لكنّ إسرائيلَ كانت تقرأُ صياغةَ هذا البيانِ بالحبرِ السريّ وتقرّرُ تجنّبَ الردّ وسَحبَ قَتلاها والآلياتِ المحترقة وكفى المستوطنينَ شرُ الصواريخ رَفَعَ المسؤولونَ الإسرائيليونَ صوتَهم في البَدءِ وذَكرّنا نتنياهو بجحيمِ غزة وطالبَ ليبرمان بردٍّ صارم.. لكنّ واشنطن حدّدتِ السقفَ وأبلغت تل أبيب أنّ العمليةَ موجِعةٌ لكنّها لا تَستدعيَ حرباً هذا الموقفُ معطوفاً على حساباتِ الخَسارة أعاد الإسرائيليَّ خُطُواتٍ إلى الخلف فما ارتسمَ أمامَه يُشبهُ كوابيسَ الليل وأيُّ حماقةٍ ستَدفعُ صواريخَ حسَن نصرالله إلى حيثُ يَقلُقون وعندئذٍ فإنّ رجالَ الشمس سيظهرونَ كشياطينِ أرض قال نتنياهو: لا تَختبرونا لكنّ حِزبَ الله اختبرَه وأكثر ومارَسَ حقَّ الردِّ في أرضٍ محتلةٍ موقِعاً جنرالاً من بينِ القتلى هو قائدُ سريةِ لواءِ غفعاتي.. ومُسجّلاً على عدوِّه أنهّ ضَربَه في عُمقِ تَحصيانتِه واحتياطاتِه التي اتّخذها لردِّ أيِّ هجوم صحيحٌ أنّ المقاومةَ اصطادت قَتيلين وسبعةَ جرحى وأنّ الرقْمَ لم يَتساوَ وشهداءَ القنيطرةِ السّتة لكنّ المقاومينَ ليسوا أرقاماً وإسرائيل بكلِّ مجتمعِها ومُستوطنيها لا تُعادلُ قَطَراتِ دمٍ سالت مِن جهاد عماد مغنية ومِثلُها قطَراتٌ من أبو الحسن كاظم وغازي علي ضاوي وعلي حسن إبراهيم وعباس حجازي وأبو عيسى الإقليم هم شهداءُ عند أمينِهم العامّ يُحتَسَبون وعلى رحيلِهم يتحدّثُ السيد نصرالله يومَ الجُمُعة وقد عَبّدت له المقاومةُ الطريقَ نحوَ الموقفِ عَبرَ الاستطلاعِ بالنيران فلم يكُن نصرالله ليَعتليَ الشاشة فارغَ اليدينِ مِن ردٍّ يُطفئُ نارَ شعبِه أَمَا وقد وقَعَ الردُّ فإنّ الأمينَ العامَّ سيذكِّرُ عدوّهُ بالبيانِ رقْم اثنين وعناوينِه وإن قصفتُم قَصَفنا على قاعدةِ المعادلةِ الثنائيةِ نفسهِا والقاتلُ في القنيطرةِ أظلم وتحت هذا السقف لم يكن هناك من دواعٍ لنشرِ الذُّعرِ مِن قبل قادةٍ لبنانيين وإسرائيلُ نفسُها لم تُدلِ بما أدلى به مرشّحُ الجلَساتِ المعطّلةِ سمير جعجع عندما تحدّث عن تَبِعاتٍ خَطِرةٍ جداً على الشعبِ اللبنانيِّ كلِّه وهالَهُ توريطُ لبنانَ في مواجهةٍ معَ إسرائيل الهدوءُ عاد إسرائيل تُجري فينوغراد مصغرةً على فشلِها الأمنيّ ومجلسُ وزرائها المصغّرُ تَخاوى معَ العملية ورحِمَ اللهُ الشهيدَ الإسبانيَّ منَ القوةِ الدَّوليةِ وكلُّ التعازي إلى مدريد والتهنئةُ لقادةِ إسرائيل على هزيمةِ اليومِ العاشر.