نارُ مُعاذ الكساسبة لم تشتعلْ بجسدِه وحَسْب إنما أَضرمت نيرانَ الغضبِ مِن عمّان إلى كلِّ بِقاعِ الأرض الأردنّ سار في مبدأِ الثأر فأقدمَ على شَنقِ أمِّ الإرهابيينَ ساجدة الريشاوي وزيادِ الكربولي لترقيدِ شارعِه المحتقن.. لكنّ الشعبَ الأردنيّ يطلُبُ ما هو أبعدُ ويتطلّعُ إلى حربٍ على داعش التي أصبحَ لها موطِىءُ رايةٍ في مدنِه وبينَ عشائرِه الملكُ عاد من الولاياتِ المتحدةِ مُطلقاً الوعدَ بحربٍ بلا هَوادةَ على تنظيمِ الدولةِ الإسلاميةِ الإرهابيّ وملاحقتِه في عُقرِ دارِه.. وهذا الوعدُ لن يُلزمُ عبدالله الثاني تكثيفَ طلَعاتِه ضِمنَ التحالفِ فحسْب وإنما طرقَ بابِ عُقرِ دارِه الأردنيّ.. فالاستخباراتُ الأردنيةُ كما بقيةُ الأنظمةِ العربية لاحقت وتجسّست على روادِ الفكرِ والمُثقينَ والزائرين وتَركت أطرافَها ليتوغّلَ فيها الإرهابُ ويدخُلَ تارةً بغِطاءٍ إخوانيّ وطَورًا عشائري.. وأغلب الأحيانِ بصيغةٍ سلَفيةٍ جِهادية وكلُّه تحتَ رايةِ الدولةِ السوداءِ إلى أن تمكنت داعش من تنصيبِ أمراءَ لها في مَعان والطْفيلة والزّرقا وغيرِها وعلى قرارِ الأردنّ تنفيذَ الإعدامِ بسجناءِ الإرهاب.. غار لبنان وبرَزت التساؤلاتُ عنِ الموانعِ مِن أن يُقدمَ على الخُطوةِ نفسِها وهو الذي ذاق طعمَ الموتِ والتنكيلِ بجنودِه بقطعِ الرؤوسِ والإعدامِ بالرصاص لكنّ الدولَ لا تأخذُ بالثأر.. وداعش لم تكُن تطالب بساجدة الريشاوي لأنّها كانت قد أَعدمت الطيارَ الأردنيّ قبل شهرٍ مِن اليومِ في أثناءِ عمليةِ التفاوض أي إنّها كانت تكذِبُ على الأردنِّ وساجدة وعلى المنتمينَ إلى الدولةِ الإرهابية ولن تغيّرَ داعش أسلوبَها من عمّانَ إلى بيروت.. وجنودُنا الذين أُسروا بالقوة لن يُعيدَهم سِوى القوةِ التي تبدأُ بتأهيلِ الجيشِ وتزويدِه سلاحاً يمكنُه مِن خوضِ المعركة على أن أموالَ السلاح بفَرعَيها المليار.. والملياراتِ الثلاثة تعرّضت بدورها لعمليات خطف وتنكيل فالمليارات الثلاثة ضاعت على طريق فرنسا السعودية.. وسر المنحة السعودية دفن مع رحيل الملك عبدالله أما الامال المعقودة على المليار الذي دخل خزينة الرئيس سعد الحريري فقد عُزلت أخباره بعزل خالد التويجيري من الديوان الملكي السعودي.. “والغيب أموالو معو”.