زهرةُ المانيوليا تتوسّطُ لقاءَ بري سلام لكنّ عِطرَها لا يكفي وَحدَهُ لتبديدِ الروائحِ السياسيةِ الكريهةِ الرائجةِ على طولِ مؤسساتِ الوطن وبالزهرِ يدومُ الحديثُ بين رئيسَي المجلسِ ووريث زعيم القرنفلة البيضاء تمام صائب سلام والكلام يدور عن مرحلةٍ بلا لونٍ ولا رائحة عن شغورٍ وصلاحياتٍ وتعطيلٍ يَضرِبُ عميقاً في الوطن غيرَ أنّ أولَ ضحاياه هم التلامذةُ الذين عليهم وَقَعتِ الواقعة وزيرُ التربية إلياس أبو صعب أعلن أنه لن يقدِمَ على تأجيلٍ ثانٍ للامتحاناتِ الرسمية لكنّه لم يَكشِفْ أوراقَه ولا خُطتَه البديلةَ لإجراءِ الامتحانات ولم يحدّدْ هُويةَ أيِّ احتياطٍ سوف يسستدعيه بديلاً من الأساتذة المتفرغين للإضرابِ والاعتصاماتِ الرافضةِ لعدمِ إقرار السلسلة المواعيدُ الرسمية تقولُ إنّ جلسةَ العاشر من حَزِيرانَ ستواسي جلسةَ التاسع منه وإنّ الرئيسَ والسلسلةَ إلى التطيير معاً لكنّ المعادلةَ الوحيدة التي قد تعيدُ النوابَ إلى رشدِهم التشريعيّ هي تلك القائمةُ على المقايضة على غرارِ البيان رقْم واحد الذي أطلقَه الرئيس نبيه بري في الساعاتِ الماضية وبثنائيةِ التعطيل وحدَها قد تحيا المؤسسات وإذا ما أصبحَ مجلسُ الوزراءِ على شفيرِ الانفجار من الداخل ساعتذٍ تَهرَعُ الكُتلُ إلى مجلسِ النوابِ الملاذِ الأخيرِ الآمنِ للبقاء وهم في آخرِ مطافِ الولايةِ الممدّدةِ سيكونونَ في حاجةٍ إلى مجلسِهم الكريم كي يُعيدَ إحياءَهم وبَعْثَهم من جديد هي ديمقراطيةٌ لا تمنحُ الزعماء اللبنانيينَ حقَّ إبداءِ المحاضراتِ بالديمقراطياتِ ولا حتى السوريةِ منها فسوريا تنتخبُ بالنارِ وبراميلِ البارود وبنزوحِ ملايينِ ناسِها لكنّ القادةَ اللبنانيين لا يملِكون رصيداً حتى الساعةِ يؤهّلُهم إنجازَ قانونٍ واحدٍ عصريِّ للانتخابات مئةُ ألفِ سؤالٍ عن نتائجِ الانتخاباتِ السوريةِ ونِسبتِها غيرَ أنّ ديمقراطيتَنا مثقوبة ولا نجدّدُ الروحَ السياسيةَ حتى داخلَ الأحزابِ القابعةِ على زعماءَ وأمناءَ عامّينَ مدى الحياة الشمسُ المتجدِّدةُ تَغيبُ وتختفي كاختفائها طبيعياً في اليومينِ الماضيينِ متسبّبةً بطقسٍ صحراويّ يشبهُ التصحّرَ السياسيّ.