في لوزان أبواب التفاوض لا تزال محكمة الإغلاق والنوافذ العازلة للصوت لم يتسرب منها إشعاع يشي بما يجري وإن رشحت عن الطرف الإيراني عقدة تتعلق بهوية الحكم الذي سيحكم في حال خرق الاتفاق.
عند انتصاف الليل تنتهي المهلة لإعلان حسن النيات لينطلق السباق نحو خط النهاية ووسط الصمت الذي يلف مفاوضات لوزان، الضجيج اليمني لا يزال سيد الساحات والمواقف وفي يومه السادس ارتسمت حوله علامات استفهام عن استثناء تنظيم القاعدة من أي ضربة علما أن التنظيم يمتلك قواعد في اليمن وقد صدر إرهابيين مذ أعلن الجهاد في شبه الجزيرة العربية، وفي الأزمة الأخيرة سيطر على قواعد للجيش في شبوة وغيرها. وسابقا فتح الرئيس السابق علي عبد الله صالح طرق الإمداد المالي إليها بالتنسيق مع الإسرائيليين، العاصفة هبت على اليمن فأين العصف من قواعد القاعدة؟
العرب مشغولون بحروبهم الصغيرة في اليمن وبجهادهم الأكبر عبر مساعدة النصرة وداعش في سوريا والعراق وإسرائيل تسرح وتمرح وتقضم أرض فلسطين شبرا شبرا وتعلن غداة يوم الأرض بناء مئات المستوطنات الجديدة.
قرع طبول الحرب لم يحرك ساكنا في الدعوات التي أطلقت لحل أزمة اليمن سياسيا فأضيفت اليوم دعوة أطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري باتجاه سلطنة عمان لجمع الأطياف اليمنية وحل المسألة سياسيا، وللسلطنة باع طويل في المبادرات الوفاقية ومد جسور التواصل بين العرب أنفسهم وجيرانهم وصولا إلى فتح جسر جوي بين طهران وواشنطن أفضى إلى لوزان.
أما لبنان المنكمش على فراغه فوزيرا صحته واقتصاده يتتبعان أثر البهار حتى بلد المنشأ فيما رئيس حكومته يستجير بكرم مؤتمر المانحين في الكويت وبعبارة ملغمة طالب المؤتمرين بعدم تجاهل المشكلة بل بإدارة الوجود السوري بحزمة من الإجراءات العملية والفاعلة وفي الختام لا يحمد على مكروه سواه وبتعفف نسأل في أية خانة نحن، هل في سوء النية أم في ضعف القراءة؟ سؤال برسم مسؤول العلاقات الاعلامية في حزب الله محمد عفيف ردا على بيان أصدره عن ردود الفعل على خطاب السيد حسن نصرالله الأخير البيان ذيل بعبارة: “أمام الواقع الذي يكشف عن سوء نيات بعض أصحاب الردود وضعف قراءة بعضهم الآخر لما تضمنه الخطاب، نجد أن ما ورد على لسان هذه القوى والشخصيات غير ذي أهمية ولا يستحق الرد والتعليق”. وأمام هذا الواقع نسأل: “ابعتلي جواب وطمني”