لا فراغَ معَ السيد.. وخِطابُه يملأُ السُلُطاتِ مِن لبنانَ إلى سوريا.. هنا بالتفاهم على رئيسٍ ذي حيثيةٍ مسيحيةٍ مستعدونَ لانتخابِه الليلة.. وهناك مع رئيسٍ منتخبٍ من الملايين وأصبح الحلُّ السياسيُّ يبدأُ عندَه وينتهي به.. فمن مناسبةٍ تكريميةٍ تأبينيةٍ للشيخ مصطفى قصير أطلَّ الأمينُ العامُّ لحزبِ الله السيد حسن نصرالله بهمٍّ تربويّ.. وحثَّ الكُتلَ النيابيةَ على التوجّهِ إلى الجلسةِ التشريعيةِ لإنصافِ الموظفينَ وإنقاذِ العامِ الدراسيِّ ومن يتخلّفْ يتحمّلِ المسوؤلية. معتبراً أنّ البلدَ يَعيشُ معضلةَ السلسلة وأنَّ هناكَ مَن يَسعى للمواجهةِ بينَ موظفي الدولةِ وأهالي الطلاب. وأضاف إنّ هناكَ مَن يحاولُ اتهامَنا بالتعطيلِ وتكريسِ الفراغِ لأننا نُريدُ الوصولَ إلى المثالثة.. وهذا اتهامٌ لا أساسَ له ولا بيّنة. ومن يسوّقْ هذه التُّهمةَ فليأتِ بدليلٍ أو شاهدٍ واحدٍ حتّى نعتذر. وهذهِ الفكرةُ لم تخطُرْ في البال ولا الأوهام أوِ الخيال.. مصوباً أنّ أولَ مَن طرحَها هم الفرنسيون عندما كانوا في زيارةٍ لطهران. وتوجّه نصرالله إلى الفريقِ الآخرِ بدعوتِه إلى قطعِ الطريق على المثالثةِ عبرَ القَبول برئيسٍ له حيثيةٌ مسيحيةٌ وطنيةٌ قوية.. ونحنُ جاهزونَ لانتخابِه ولا تَنتظروا الخارجَ لأنه “ما حدا فاضيلنا لا للرئاسة ولا لغيرِ الرئاسة”.
وعلى وجهِ الخصوص دعا نصرالله إلى عدَمِ التعويلِ على المفاوضاتِ الإيرانيةِ السُّعودية لأنها لم تبدأْ بعد ولا موعدَ قريباً لها.. وإذا بدأت فمَن قال إنها ستبحثُ في الملفِّ الرئاسيِّ اللبناني؟… المِلفُّ الرئاسيُّ السوريُّ هو الأكثرُ نضوجاً.. وحِيالَه قال الأمينُ العامُّ لحزبِ الله إنّ هناك مَن كان ينتظرُ فضيحةً للنظام في صناديقِ الاقتراع فانقلب السحرُ على الساحر.. وأكّدت الملايينُ المنتخبةُ أنَّ المعركةَ ليست بينَ النظام والشعب. فهذه الانتخاباتُ جاءت كإعلانٍ سياسيٍّ وشعبيٍّ لفشلِ الحرب.. وأنّ أيَّ حلٍّ سياسيٍّ من الآنَ فصاعداً لن يَستطيعَ تجاهلَ نتائجِ الانتخاباتِ التي انتَخبت الأسد لولايةٍ جديدة “والي بدو يعمل حل سياسي بدو يتفاوض معو”.
ورأى نصرالله أنّ رودَ الفعل ومنها اللبنانيةُ والائتلافيةُ والغربيةُ جاءت لتنقلَ مِن قاموسِ الشتائم عباراتٍ تعبّرُ عن فشلِها وإحساسِها بالهزيمة. وهَزِئَ نصرالله برئيسِ الائتلافِ أحمد الجربا الذي هدّد السوريين بأن النظامَ سوف يُرسلُ إليهِ سياراتٍ مفخخةً ودعاهم إلى ملازمةِ منازلِهم.. وقال الأمينُ العامُّ للحزب ” أسخف من هيك ما في ” لا بحربٍ نفسية ولا بحربٍ سياسية… وقبل نصر الله كانت لاسا تملأُ الشغورَ بالتسعيرِ الطائفيِّ غيرِ المناسب.. ” صب سطح ” في البلدة .. صبَّ النارَ على احتقانٍ عُمرُه سبعون عاماً ويتأججُ معَ كلِّ طلعة باتون أو شائعةٍ عن مَشاع.