تجمدتِ العروقُ النيابية سقَطتِ السلسلةُ قبلَ أن تَصعَدَ أولَ السُّلَّمِ التشريعي اعتَصم المعلمونَ في وزارةِ التّربية وأعلنتِ الإداراتُ العامةُ الإضرابَ المفتوح ووسْطَ هذه الجموعِ وقفَ الطالبُ حائراً في خميسِه وسؤالُه الرسميُّ الأصعب هل تُجرى الامتحاناتُ أم الدولةُ ونِقاباتُها سقَطت في الموادِّ الوطنية لتاريخِه فإنّ وزيرَ التربيةِ على قرارِه التنفيذَ ولن يؤخّرَ الامتحاناتِ رُبعَ ساعةٍ واحداً والنِّقابيونَ الذين سيطروا على الوزارةِ يَخضعونَ حالياً لعميلةِ تفاوضٍ في مكتبِ الوزيرِ الياس بو صعب مسبوقينَ باعتذارٍ عنِ الإهانةِ التي وجّهها بعضُهم إلى الوزيرِ عبرَ اتهامِه بتسريبِ الأسئلة وبناءً على نتائجِ الاجتماع سيُقرّرُ مصيرُ الطلابِ والإضراب وتَجري حالياً عملياتُ فضِّ عروضٍ تعليميةٍ خاضعةٍ للتشاورِ مِن الطرفينِ يتخلّلُها استئناسٌ بينَ الهيئةِ الإداريةِ للتنسيقِ مِن فوقِ سطوحِ وزارةِ التربية الموقفُ النِّقابيُّ كان متراصّاً وجاءتْه صلياتٌ دعمٍ منَ الرئيسِ نبيه بري في أثناءِ جلسةِ التشريعِ المنقرضة وقال بري متوجّهاً إلى وزيرِ التربية إنتبهوا لا تستطيعونَ إجراءَ امتحاناتٍ بهذا الشكل وانتبهوا إيضاً رجاءَ ألا نُخرّبَ البلد ونُوصِلَه إلى نُقطةِ اللارجوع لكنَّ ما وجّهه بري إلى الآخرين كان أشدَّ إيلاماً وما لا يُدركُ كلُّه لا يترُكُ جلُّه وتابعَ قائلاً إنّ تعطيلَ مؤسسةٍ لا يؤدي إلى إنقاذِ مؤسسةٍ أخرى وانتخابَ رئيسٍ لجُمهوريةٍ لا يَمُرُّ على جثَثِ المؤسساتِ الأخرى بتعطيلِها ولا أحدَ يُعطيني دروساً في الميثاقية هذا الموقفُ صوّبَ العيونَ إلى جلَساتِ مجلسِ الورزاءِ وطلائعِها يومَ الخميسِ المقبل حيث التعطيلُ بالتعطيل بعدما أصبح طرفا النزاعِ السياسيِّ أمامَ معادلةِ التعادلِ السلبيِّ في التعطيل لكنَّ هذا الخِيارَ كانَ مُتاحاً قبلَ أن يشاركَ رئيسُ الحكومةِ بوزرائِه في جلسةِ مجلسِ النوابِ اليومَ ويؤمّنَ معَ النائبةِ بهية الحريري حضورَ السّنة ومكوّنٍ أساسيٍّ مِن البرلمان سلّف تمام سلام مجلسَ النواب وما عاد للمجلسِ عينٌ لمبادلتِه بالمِثل من الجلسةِ الأولى على أنّ الفكرةَ واردةٌ في جلساتٍ لاحقة وتفجيرَ مجلسِ الوزراء من الداخلِ هو النتيجةُ الطبيعيةُ لغيابِ العملِ التشريعيّ وعندئذٍ فإنّ الجميعَ سيكونُ متساوياً في تقديمِ الأذيةِ إلى مؤسساتِ الوطن ولن يَعتَبَ أحدٌ على غيرِه فكما أحجمت قُوى الثامنِ مِن آذارَ عنِ المشاركةِ في انتخابِ الرئيس أقدم نوابُ الرابعَ عشَرَ مِن آذارَ على ضربِ العملِ التشريعيّ والحالُ مِن بعضِه تعطلون نعطّل توهمون الناسَ بحِرصِكم على المال العام نفتحُ لكم دفاترَ وزارةِ المالِ التي لكم فيها ودائعُ من الارتكابات وسنداتُكم في الخِزانةِ لا تسمحُ لكم بتبذيرِ المواقف وبهذه الروحية توجّه الوزير علي حسن خليل مستهدفاً أسلافَه الذين راكموا العجز عانياً به الرئيسَ فؤاد السنيورة التعطيلُ في المؤسسات قد يهونُ على اللبنانيين لكنّ تعطيلَ حضورِهم المونديال بعد أيامٍ هو الخطُّ الأحمر وسعياً لخُطةٍ كُروية بدأ المهاجمُ في الخطوطِ الأماميةِ نهاد المشنوق البحثَ عن حلٍّ في الدوحة وسيجتمعُ بأميرِ قطرَ لهذهِ الغاية.