داعش على أبوابِ إعلانِ الدولةِ المتراميةِ الأطرافِ مِن ريفِ حلبَ السوريةِ إلى الأنبارِ فالمَوصِل فللمرةِ الأولى منذ نشرِ إمارتِها تتوسّعُ الدولةُ الإسلامية وتضعُ قدماً في سوريا والثانيةَ في العراق وتلتفُّ من الحسكة – الرقة – دير الزور إلى المَوصِل – تِكريت – الفلّوجة – ديالى والرمادي وتقتربُ من خطوطٍ حُمْر لاسيما إذا ما توسّع داعش باتجاهِ مناطقَ تَقطنُ بها أغلبيةٌ دينية لن تكونَ في منأىً عن التخريب النفوذُ الإسلاميّ المتطرّفُ يتكاثرُ ويتوسّعُ وتَجري السيطرةُ على مناطقَ تَحوي مصارفَ ومصافيَ نِفط.
ولأنَّ الحضارةَ رفيقةُ تنظيمِ السيف هذا فإن إضرامَ النارِ في الآبارِ النِّفطيةِ ومنابعِها ومصافيها هو الطريقُ الأولُ للسيطرةِ ثُمّ الجلوسِ على خرابِ البصرة واللافتُ أنّ تنظيمَ داعش يُحكمُ سيطرتَه مِن دونِ قتال الوَحَداتِ العسكريةِ العراقيةِ التي إما تُسلّمُ وتنسحبُ وإما يَجري أسرُها من دونِ مقاومة معَ تسجيلِ عملياتِ نزوحٍ بمئاتِ آلافِ العراقيينَ نحوَ المُدُنِ الأوفرِ أمناً لكنْ مَن أرسى دعائم هذه الدولة ومَن غذّى التطرف لدى التنظيمات الإسلامية لضرب سوريا بها فالدولةُ الإسلاميةُ في العراق والشام لم تكن إلا صنيعةَ دولٍ عربيةٍ موّلت أمراءَها ونفَحت فيهم روحاً مذهبيةً وأهّلتْهم للقتال فأصبحَ لهم نفوذٌ وشأنٌ ورواتبُ وبنوكُ مال وهم الذين كانوا مرتزِقةً جاؤوا من أربعةِ أصقاعِ الأرض دولٌ خليجية بَعثت فيهم الحياةُ وانتَظرت أن يأتوها ظافرين بنصرٍ مُبِينٍ لا يَقِلُّ عن رأسِ الأسد لكنّ التنظيمَ المسلّحَ أصبحَ بعدَ ثلاثةِ أعوامٍ مِن الأزمةِ خطراً على مَن ربّاه وبات لا يهدّدُ دولاً عربيةً وحسْب بل راعيتَه من الحاضنةِ الأميركيةِ والفرنسية والإنكليزية جيشُ الشرقِ والغربِ انقلب على صانعيه والإمارةُ من الفُراتِ إلى النيل أَضرم فيها عبد الفتاح السيسي النارَ عندما أحبطَ خُطةَ الإخوانِ المسلمين الذين تربِطُهم صلةُ قرابةٍ عسكريةٍ بداعش وإذا نجَت مصرُ مِن الغرَقِ مِن عبّارةِ الموت فإنّ الدولَ المجاورةَ للعراق وسوريا باتت اليومَ تحتَ الخطَر ولن يكونَ أيُّ محورٍ في مأمن وما اللقاءُ الإيرانيُّ التُّركيُّ قبلَ يومينِ إلا للتنسيقِ ودَرءِ أبوابِ الإرهاب على المُستوى المحليّ الكرةُ ليست في ملعبِ لبنان ومشاهدةُ المونديال باتت من اليومِ قلَقَ اللبنانيينَ الدائم التي يتهاوى معها أيُّ قلقٍ سياسيٍّ آخرَ والانتخاباتُ على مختلِفِ فروعِها لاسيما الرئاسيةُ منها وحِيالَها اجتمعَ النائب سليمان فرنجية اليومَ بالعماد ميشال عون في الرابية فيما قالت مصادرُ زوّارِ الجنرال إنّ عون لن يكرّرَ تجرِبةَ عامِ تالفينِ وثمانيةٍ لدى التوافقِ على ميشال سليمان رئيساً وأكّدت أن زعيمَ التيارِ الوطنيِّ الحرّ آخرُ مَن يصرُخُ في لعبةِ عضِّ الأصابع.