دولتُنا بائعة هوى وحتى تلك “البيعة” اختلَطت فيها السمواتُ بالكابلات وسادت الفوضى معَ البشرى التي سدّدها وزير الاتصالات بطرس حرب مانحاً اللبنانيين حقَّ مشاهدة المونديال من دونِ مقابل قرارٌ بدا كوضعيةِ التسلل فحارسُ المرمى شرِكة “سما” كانت أقوى بفرضِ شروطِها على الملاعب التلفزيونية وزيرُ الاتصالات كان صاحبَ نيّاتٍ حسنة صفّقت له الأيادي نُصرةً لكرةِ القدم وحسَناتُه كانت جاريةً من خفضِ الخلَويِّ إلى صفْقةِ النقلِ التلفزيونيّ لكن ليس بالنيّاتِ وحدَها يحيا المونديال بعدما بَرَزت عَقَباتٌ تتّصلُ بالتوزيعِ وشرِكاتِ الكايبل التي
لا تصلُ إلى كلِّ اللبنانيين على أنّ المشهدَ الأغربَ هو في مشهدِ الدولة وقد تحكّمت بها شرِكة مؤسسةٌ من غيرِ المعروفِ سماها دخلت الوطنَ فاحتلت السما الزرقا وجلَس مندوبوها في المؤتمرِ الصِّحافيِّ كهيئةِ أمرٍ ونهْيٍّ عن منكرِ البث شعروا بأنّهم ملوكٌ على الوزراءِ وعلى اللبنانيين فاوضتهم دولتُنا ووجدت نفسَها في المقابل تجري صفَقاتٍ مع قراصنة الكايبل مع شركات ليس لها أيُّ وضعٍ قانوني كل هذا بسبب فريقي حكم يعرفانِ كيف يديرا نزاعاتِهما السياسية يعيثانِ في الأرض فساداً وسرِقةً ونهبَ أموال ويستكثرانِ على مواطنيهم أربعةَ ملايينِ دولار يمارسانِ التقيّةَ على سعادةِ الناس ويتبعانِ البغاءَ السياسيّ والماليّ بينَهما تنازلَ عن حقوقِه لشركةٍ خاصة وحرَم تلفزيون لبنان فرصةَ العرض ولم يحرّك النيابةَ العامة المالية تُجاهَ سما القابضة مرتين الأولى عندما استَحصلت من المواطنين على بدلِ النقل بالمفرّق بمعدّلِ مئةِ دولارٍ لكلِّ متلقٍّ والمرةُ الثانية مع عقد اليوم الذي ستتدبرُه الدولةُ معَ شركات الخلوي وأمام خفةِ الدولة وتساهلِها في حقوقها كان طلال المقدسي يضرِبُ بيدٍ من مونديال ويقرّرُ البثَ تحتَ طائلةِ الحبس فيسترد بعضاً من كرامة افتقدناها وإلى المقدسي نقول لقد قرّرت عن الجميع وكنت لاعبَ الارتكاز تحتاجه الملاعب اللبنانية التي تفتقد مهارة القرارات والى مبنى تلفزيون لبنان سنتتقل مباشرة مع الزميلة نانسي السبع فيما يقف الزميل رامز القاضي مشجعاً على ما يبدو الفريقَ الألمانيّ بين جمع يحضرُه سفير ألمانيا في لبنان.