مَن كان هو للبيدر ظهراً لن يموتَ على ظهرِ بيدر وسواءٌ أتضاربتِ الرواياتُ وانتَزعت منه مجدَ الاستهداف أم أوفتْه حقَّه في النجاة فإنَّ اللواءَ عباس إبراهيم إنكتبلوا عمر جديد وفي لحظةِ عبورٍ ناريٍّ فُتحت لإبراهيم الوِساداتُ الهوائيةُ ولدى معاينتِها تبيّن أنّها أطواقُ نجاةٍ صنعتْها أصواتُ الناسِ الغَلابة أدعيةُ الأمهاتِ المخطوفِ أبناؤُهُنّ صلواتُ راهباتِ الدير ورجالِ أعزاز ومسيرةُ تفاوَضٍ على الحريةِ لم تَنتهِ بعد فالمديرُ العامُّ للأمنِ العام رجلٌ بحَسَناتٍ جاريةٍ أمّنت له عُبوراً مِن موكَبِ الموت لكنْ وما إن بدأَ اللواءُ ابراهيم بتلقّى اتصالاتِ التهنئة منَ الحادثِ حتّى ضرَبتِ الرواياتُ الأمنيةُ طَوقاً حولَ الاستهداف وبخَسَتِ الرجلَ حقَّ المطاردةِ وهو القابعُ على بِرميلِ تهديداتٍ مِن تنظيماتٍ أصوليةٍ على رأسِها كتائبُ عبدالله عزام وباعترافِ الإسرائيلين أنفسِهم وقد وقَع تفجيرُ ضهر البيدر في أثناءِ توجّهِ اللواء إبراهيم إلى مِنطقةِ المَصنعِ مُموّهاً بأربعةِ مواكبَ مِن السيارات وهو كان في أحدَها وعلى بعدِ مئةِ مترٍ مِن وقوعِ التفجيرِ الذي نفّذه انتحاريّ عُمّمت صورتُه على الإعلام وأدّى التفجيرُ إلى استشهادِ المؤهّلِ الأولِ في قُوى الأمنِ الداخليّ محمود جمال الدين وجرحِ ثلاثةٍ وثلاثينَ شخصاً آخرين وأعلن وزيرُ الداخلية نهاد المشنوق أنّ القُوى الأمنيةَ كانت تتعقّبُ السيارةَ المفخّخةَ ومَنعت وصولَها إلى هدفِها فما كان الهدفُ على ضهر البيدر هناك حاجزٌ أمنيّ وموكِبُ المديرِ العامِّ للأمنِ العام أمَا وقد فُجّرتِ السيارةُ على الحاجز فلم يَعُدْ هناك مِن هدفٍ سِوى عباس إبراهيم أو تَجوالِ السيارةِ والمجازفةِ في وصولِها إلى بيروت أو عودتِها إلى ريفِ البقاع للقيامِ برحلةِ صيد فعلامَ عدَمُ الاعترافِ بالهدَف وكيف لم تَنتظرِ القُوى الأمنيةُ ومعها قُواها السياسيةُ استكمال التحقيقاتِ قبل أن تُدليَ بمعلوماتِها أقله كلمة “حمدلله ع السلامة” للواءٍ سار على درب السلامة وجعل الأمن عاماً لم ينجُ عباس إبراهيم فحسب اليوم بل الوطن ومن بوابات تفجير كانت متلازمة بدأت مخاوفها مع طلائع الصباح بإلغاء مهرجان المخاتير في الأونيسكو الذي كان سيحضره الرئيس نبيه بري واستكملت خيوطه مع المداهمات في منطقة الحمرا بحثاً عن مطلوبين لهم صلة ترابط مع اليوم الخطر لبنان عبَرَ الخطر لكنه لم يغادره.