طريقُ ضهر البيدر سالكةٌ للسياراتِ المجهّزةِ بسلاسلَ انتحارية.. ومن هنا كانت قبضةُ الأمنِ مشدّدةً درءاً لاستئنافِ حلَقاتِ التفجيرِ التي عاناها لبنانُ وزارتْه بالأمس على شكلِ استهدافٍ لم يَبلُغْ مراميَه.
صورةُ انتحاري ضهرِ البيدر المعمّمةُ منذ أربعٍ وعِشرينَ ساعةً تعرّفَ إليها اليومَ شاهدٌ أعطى إفادتَه لقناةِ الجديد وقال رمزي الصايغ إنّ الانتحاريّ كان يتحدّثُ اللهجةَ السورية وإنه مٍن مِنطقةِ الزبداني وقد مكَثَ عندَه في إستراحةٍ في صوفر ولم يكُن يرتدي حِزاماً ناسفاً. وبخلافِ الرواياتِ الأمنيةِ المعلنة أكّد الشاهدُ أنّ سيارةَ المورانو كانت تتّجهُ صعوداً لا في اتجاهِ بيروت .
إستراحةُ الانتحاريّ في مَقهى صوفر وانتظارُه هاتفاً من زميلٍ في الكار دفعا إلى التساؤلِ عن الهدف.. فإذا كان متوجّهاً فعلاً إلى العاصمة لماذا توقّفَ في هذا المكان ولم “يسحبْها إلى بيروت”؟ ومَن كان ينتظرُ تحتَ صفصافِ الجبلِ الوارف؟ فالموكِبُ الوحيدُ الذي مرَّ من تلكَ المِنطقةِ كان للواء عباس ابراهيم الذي موّه بأربعةٍ منها.
وبناءً على الإفادةِ والحوارِ الذي دارَ بينَ الشاهدِ والانتحاريّ يُستدلُ أنّ صانعَ الموتِ كان في انتظارِ اتصالِ شريكِه وإبلاغِه بمرورِ الهدفِ للتنفيذ ولو أوفدتِ القُوى الأمنيةُ عناصرَها سريعاً.. ربما كانت طوّقت الانتحاريَّ غيرَ المزنّرِ بالنار لكنّ الملازمَ محمود جمال الدين افتَدى بروحِه أرواحاً كثيرةً وقد شيّعتْه بلدةُ سعد نايل اليومَ مُستبدلةً سعدَها بحزنٍ ودموعٍ على بَطلٍ مِن ترابِها .
حادثُ ضهر البيدر.. فَتح بيادرَ الأمنِ على مَصارعِها وأعادَ تَرتيبَ الحواجز .. والعيونِ الداهمةِ مِن بيروت الى الضاحيةِ فالبقاع ليبقى اللُّغزُ في دهمِ فندق نابليون في الحمرا.. معَ إطلاقِ سراحِ جميعِ الموقوفينَ باستثناءِ لبنانيٍّ مِن أصلٍ سُعوديٍّ وشخصٍ آخرَ فرنسي هو الصيفُ الحارُ ّالموعودُ بالمصطافين.. فهل آتَوا على صورةِ “داعش”؟.