إشغالُ ساحةِ النجمة ساعات.. قطعُ الطرقِ بلا جدوى.. وصولًا إلى مصاريفِ الجلسة وتنظيفاتِ القاعةِ العامة.. ومروراً بقطع مسلسلاتِ الشهر الفضيل للاستماع إلى مؤتمراتٍ نيابيةٍ جوفاءَ لا تخاطبُ الشعب بل تلمّعُ صورتَها عند زعيمِها.. كلُّها بحسَبِ تقويمِ زمنِ الخلافةِ مالٌ حرامٌ صَرفُه.. ووَفقاً لرأيِ الناس فإنها “نُكتةٌ سَمِجة” ومَلهاةٌ لم تَعدْ تُلهي.. وعُراضةٌ بلا عضَلات.. وإهدارٌ للوقتِ العام.. وتَبَعاً للوصفِ القضائي فإنها إنذارٌ كاذبٌ للسلطاتِ معَ تبديدِ الأموالِ العامة ووجَب القبضُ على الفاعلين بتُهمةِ تحقيرِ الرئاسةِ والمجلسِ معاً.. واحتلالِ مكانٍ عام من دون منفعةٍ وطنيةٍ وعرقلةِ سيرِ عملِ السياسة. هذا ما يفعلُه النوابُ أُسبوعياً.. وللجلسةِ الثامنةِ على التوالي من دونِ رحمةٍ وبكاملِ عُدةِ الملل.. نِصفٌ يَحضُر.. نِصفٌ يقاطع.. ومرشّحٌ يتمسّكُ مِن شباكِه التلفزيونيِّ في معراب بمشهدِ الترشيح الذي إهترأ وبهَت عنه اللون. داعش تسبِقُنا إلى إعلان الدولة وترفعُ الراياتِ السودَ على الكنائسِ من العراق إلى سوريا.. ونحن نراقبُ انهيارَ الدولة من دون أن يكونَ رجلٌ واحدٌ قد تسبّب في هذا الخراب. فهذه فرنسا لا تتوانى عن حبسِ رئيسٍ سابق بتُهمة الفساد واستغلالِ النفوذ وانتهاكِ السرِّ المِهْنيّ.. أما نحن فكلَّ يومٍ لدينا مئةُ ساركوزي ويتفوّقون عليه في أنّهم أحياءٌ يُرزقون في السُّلُطاتِ ومنَ السلطات. والنواب منهم يخطّطونَ لإقامةٍ مديدةٍ في ساحةِ النجمة .. وعندما يَدُقُّ جرسُ التمديد فإنّ الجميعَ لن يُقدِمَ على التعطيلِ وسيؤمّنُ النصابَ في كُبرى عملياتِ النصْبِ السياسيةِ المكرّرة المعجّلة عبرَ التاريخ. وإذا كان معمّر القذافي قد أراق الدماءَ السياسيةَ لساركوزي فإنّ لدينا جيشاً من الحالاتِ المماثلةِ التي تَنتهكُ يومياً السرَّ المِهْنيّ وتَرعى الفساد لا بل تقودُه وتُوغلُ فيه لأنّها لا تلقى مساءلةً قضائية .. وما دامت السلطةُ السياسيةُ تأتي بالسُّلُطاتِ القضائية وتعيّنُهم فإنّ القضاء سوف يبقى أجيراً عند أربابِ العمل من السياسين أولياءِ النعمة … وأما بنعمة جيفري فلتمان فحدّث .. ومن أكثرُ ضلالاً منَ السياسيين اللبنانين إلى المسؤوليينَ الأميركيين الذين يمارسون البغاءَ السياسيّ على العالَم . ويُقنعوننا اليوم أنّ قلبَهم على الرئاسة .. يُحابّونَ النظامَ السوريّ ويتودّدُ فلتمان إلى بُثينة شبعان ويلتقيها مرّاتٍ أربعاً بغِطاءِ منصبِه الأمميّ ويسرّبُ أنباء بأنه طلب منها عدمَ عرقلة انتخابِ رئيس جديد للجُمهورية في لبنان خجلُ فلتمان دفعَه الى ابتداع سببٍ لا يخطر على بال أحد .. فهو لن يجاهرَ دُفعةً واحدة بمحاباته للنظام السوري ولن يقول إنّ الخبرَ اليقين عند بثينة .. وإنه سيهتدي بإرشاداتها ورؤيتها المقدمة في ورقة حول محاربة الارهاب والتصدي له في المنطقة. صعب عليه هذا الاقرار .. فوضّب سبباً آخر .. ودائماً لبنان مكسراً.