سَقَطت مبادرةُ مِصر تحرّكت وساطةُ تُركيا وقَطر وهو ما تَهضِمُه حماس وتأمَنُ جانبَه لكنّ الأهمَّ أنّ إسرائيلَ وخلفَها أميركا أصحبت في موقِعِ الطلَب وحماس على مِنصّةِ الرفض وما همُّكِ يا غزةُ مِن هديرِ الموت مِئتا شهيد لم يَدفعا المقاومةَ إلى القَبولِ بأيِّ إتفاقٍ لم ترَه ولم توقّعْ عليه ولم تُستدْعَ إلى القاهرة للتشاورِ في شأنِه فقرّرت حماس المُضيًّ قُدُماً في الصواريخ وفي طرحِ شروطٍ قد يقرأُها البعضُ تعجيزاً لكنّها في واقعِ بنودِها ما هي إلا انعكاسٌ لتغييرِ موازينِ القُوى وفرضِ معادلاتٍ جديدةٍ تُشبهُ الضاحيةَ أيامَ تل أبيب إختيارُ حماس لقناةِ تُركيا قطر له رواسبُه السياسيةُ التي وَضَعت كُلاً مِن إخوانِ القطاعِ ومِصرَ على خَطّي عَداء ربما كانت حماس ستتجاوزُ ضغينتَها على القاهرة لو شاركَها الرئيسُ المِصريُّ عبد الفتاح السيسي رأيَها في الاتفاق لكنّه آثَرَ الاستماعَ إلى إرشاداتِ طوني بلير ومشاورةَ كيري وتغليبَ رأي إسرائيلَ ومصالِحِها وفتحَ حوارٍ في القاهرةِ بينَ الإسرائيليينَ والفِلَسطينين فهو لوِ استعاضَ عن فتحِ الحوارِ بالفتحِ الدائمِ لمَعبرِ رفح لخفّفَ عن أهلِ القطاعِ حصارَهم وقبضةَ نارِهم أو فلْيتّخذْ هذهِ الخُطوةَ فقط تلبيةً لطلبِ تسعةٍ مِن أحزابِه المِصرية ما صاغَه السيسي من توافقٍ جاءَ مِن جانبٍ واحد فهو لم يَرعَ اتفاقاً بينَ طرفين وإلا فمَن هو الطرفُ الآخرُ ما لم يكُن حمساوياً أو مِن الجهاد أو على الأقّل من سلطةِ محمود عباس وللوهلةِ الأولى التَبَسَ على الصِّحافةِ الأمرُ واعتَقد البعضُ أنّ بنودَ الاتفاقِ متروكةٌ في درجِ قصرِ الاتحاديةِ مِن زمنِ حُسني مبارك أو محمّد مُرسي على أقلِّ تعديلٍ ولم يَصغْها رئيسٌ خاطَبَ شعبَه بفكرِ وروحيةِ جمال عبد الناصر. فناصر لم يواجه عدوه بكلام ناعم حد الصياغة المنقمقة والقوة عنده لم تكن تُسترجع بغير القوة وليس بإدانه ما يسميه السيسي اليوم مخاطر التصعيد العسكري فغزة كانت تنتظر منه حُسن الجوار وحق الشفعة او الإلتزام ببيان الجامعة العربية الذي جاء بأقل الاضرار الممكنة غزة ما تزال تحت النار والصواريخ ما تزال فوق إسرائيل وبعضها أدى الى مقتل أول جندي إسرائيلي في هذه المعركة.