صيفُ غزةَ يَشتدُّ حرارةً.. وبات عُنوانُ المعركةِ جَرفَ الأطفالِ وتصويبَهم هدَفاً للقتلِ. وترويضَ المقاومةِ بأطفالِها بعد العجزِ عنِ اصطيادِ أبطالِها من كبارِ حملةِ الصواريخ.
لم تغيّرْ إسرائيلُ في إستراتيجيتِها.. فكما كانت في عدوانِ تموزَ ألفينِ وستةٍ تَضغَطُ على الرأيِ العامِّ اللبنانيِّ بمدنييهِ وجسورِه وأطفالِه وتدميرِ بُناهُ التحتيةِ والفوقيةِ.. هي اليومَ تُمسِكُ غزةَ مِن يدِ صغارِها وفتيتِها وبراعمِها… إثنانِ وأربعون شهيداً في ساعاتِ هذا النهار.. ليرتفعَ عددُ شهداءِ غزةَ إلى ثلاثِمئةٍ وأربعةٍ وثلاثينَ وجرحى فاقوا الألفين.. والخرابُ فاقَ الخيال.
لكنّ القطاعَ لم يَجلِسْ على خرابِه.. وتمكّن مقاوموه من التسللِ خلفَ خطوطِ العدوِّ البريةِ حيثُ دارتِ اشتباكاتٌ أوقعت قتيلينِ إسرائيليين. ومعَ ارتفاعِ وتيرةِ القصفِ بدأت تل أبيب تتلقّى نتائجَ اجتياحِها البَريّ.. ما يُسرّعُ اندفاعَها نحوَ طلبِ جولةِ تفاوضٍ جديدةٍ لوقفِ النار.
لكنّ حماس على مواقفِها وقد سلّمت مطالبَها وشُروطَها لوقفِ النارِ لدولةِ قطرَ التي يَصِلُ إليها الرئيسُ الفِلَسطينيُّ محمود عباس غداً آتياً من البحرين.. وعُلمَ أنّ أبو مازن سوف يجتمعُ في الدوحة برئيسِ المكتبِ السياسيِّ لحركةِ حماس خالد مِشعل.
اللقاءُ المرتقبُ بين عباس ومِشعل يَعقُبُ موقِفاً انهزامياً للرئيس الفلَسطينيّ يُخطّئُ فيه حماس لعدم قَبولِها بمبادرةِ مِصر.. وقال مِن تركيا إنّ قَبولَ المبادرةِ من الجانبِ الفِلَسطينيّ كان سيضعُ إسرائيلَ في موقفٍ صعب. لكنّ حماس لم تبادلْ عباس مواقفَه التي تستعجلُ الحلَّ بلا ثمَن.. ولدى طرحِ شروطِها لوقفِ النارِ ضَمّنت بنودَها مطالبَ لكلٍّ مِن غزةَ والضفةِ على حدٍّ سواء.. وجدّدت هذه الشروطَ في الورقةِ التي سلمتْها لقطرَ اليوم.
لبنانياً.. الوطنُ الفارغُ عاش في شريطِ فيديو اليومَ وعلى وقْعِ مشاهدَ أهانتِ الأطفالَ وأسقطت إنسانيةَ ذويهم.. مشاهدُ ضربِ طِفلٍ لطفلٍ آخرَ يُعتقدُ أنه نازحٌ سوريّ حرّكت الأمنَ والنياباتِ العامةَ بحثاً عن العائلةِ المحرِّضة.. لكنّها في المقابلِ أَشعلت مواقعَ التواصلِ الاجتماعيِّ التي تبرّعت بمكافآتٍ للقبضِ على الفاعلين.. وهي مُهمةٌ لا تُنفّذُ افتراضياً بل بالقانون