لا تُقاسُ الهزائمُ بالدموع ولا النصرُ بعددِ القتلى.. غزة تَعَضُّ على الحُزن بعد ستِ مئةِ شهيد وما يَربو على أربعةِ آلافِ جريح.. تُمسكُ دمعتَها في عين.. ومقاومتَها في العينِ الأخرى.. وتكتُبُ للتاريخ أنّها ستَفرِضُ على عدوِّها وَقفاً للنار بلا اتّفاقاتٍ ولا دولٍ تروحُ وتجيءُ وبلا أوراقِ مساومة.. ستكتبُه بالصواريخِ وبمعاركَ بريةٍ قاتلوا فيها كالأشباح كما يعترفُ أحدُ جنودِ غولاني الذي شاركَ في اشتباكِ الشّجاعية يقول هذا الجنديُّ ما لا تعترفُ به قيادتُه ويتحدّثُ عن مقاتلين كانوا يخرجونَ مِن تحتِ الأرضِ ولا يُمكنُ أن تفهمَ مِن أين جاؤوا.. يَطلُعون من فُوّهاتِ الأنفاقِ من دون إعارةِ الدباباتِ أيَّ اهتمام.. نُطلقُ عليهم النارَ مِن دونِ توقّف ثُم نُفاجأُ بأحدِهم يُطِلُّ من تحتِ الأرض.. كان جنودُنا يصرُخون.. أما هم فيتنقلونَ من دونِ تَعِب.. وأصبحنا غيرَ قادرينَ على التمييزِ بين زملائِنا في هذه المعركة أُسرَ شاؤول آرون الذي اعتَرفت قيادتُه في اليومِ الثالثِ بفِقدانِه ولاحقاً قالت إنه مات.. وحِيالَه طَلبت إسرائيلُ وساطةَ ألمانيا للتفاوضِ على استرجاعِ جُثتِه بعدما أحصت قتلاها رسمياً واعتَرفت بمقتلِ سبعةٍ وعِشرينَ جُندياً في حربِ الخمسةَ عشَرَ يوماً.. والقتلُ على الجرّار أما القسّام فأحصت سقوطَ اثنينِ وخمسين جندياً إسرائيلياً بينَهم ضباطٌ كبارٌ ومعظمُهم من نُخبةِ غُولاني والمِظليين وإيجوز أو نَواةِ النُّخبة التي أُنشِئت عامَ ثلاثةٍ وتسعين على شرفِ حزبِ الله ولمحاربتِه في الجَنوبِ اللبنانيّ وعلى مرمى الصواريخ.. تَحرّك كيري على خطِّ تعديلِ المبادرةِ في القاهرة.. ووَصَلَ بانكي مون إلى القدس.. وبدأت برلين فَحصَ نبْضِ التفاوض.. وفي لُعبةِ عضِّ الأصابع كان بنيامين نتنياهو أولَ مَن صرخَ وطالَبَ المجتمعَ الدَّوليَّ بتحميلِ حماس مسؤوليةَ ما يجري في غزة.. وتباكى أمامَ الأمينِ العامِّ للأمم المتحدة لنفضِ مسؤوليتِه عن الجرائمِ ضِدَّ الإنسانية التي يرتكبُها بحقِّ المدنيين . هذا الحَراكُ لا يعوّضُ المقايضةَ بالصورايخ.. ومقاومةُ فلَسطين سوف تَجني ثمارَ النصرِ قريباً.. وتموزُها سينتهي كما آبُنا.. معَ فرقٍ إيجابي هو أن غزة ليس لديها حتى الآنَ فؤاد سنيورة يقبّلُ السمرَ الأميركيينَ ويفاوضُ للتعطيلِ وينتظرُ معَ بني قومِه نهايةَ حركاتِ المقاومةِ المسلحة والتعطيلُ.. بالتعطيلِ يُذكَر وقد تمكّنَ الرئيسُ السنيورة من فرضِه اليوم على دارِ الفتوى بعد مجلسِ النواب لكنّ معركةَ الرئيس السالفِ الذكرِ باتت اليومَ مع الرئيس نبيه بري بزعامةِ وزيرِ المال علي حسن خليل.. فعدم صرف الرواتب للموظفين.. ورقة جلب إلى مجلس النواب بعدما رفض خليل إتباع أسلوب أسلافه وبينهم السنيورة نفسه في الصرف بلا قانون.. وبقطع الازراق.. يُروض اللون الأزرق.