حاصِر حصارَك لا مَفرُّ.. وغزةُ في ستةَ عشَرَ يوماً طبّقت الشعرَ بالفعل.. وضربت عدوَّها بها.. فهي الآنَ أكثرُ حريةً من سجّانِها وقاتلِها.. تطوقُه براً فتقتلُ من جنودِه العشَرات.. ولأن إسرائيل لا تقولُ الحقيقةَ وتكذِّبُ جنودَها ومجتمعَها ولا تعترفُ بفِقدانِ بَني جِلدتِها إلا بعد مرورِ الزمن.. وتمارسُ اعتداءاتِها على الصِّحافيين وتضرِبُهم في عُقرِ خَبَرِهم.. لهذه الأسبابِ وغيرِها نحنُ سنُصدّقُ حماس.. وفي حساباتِ حماسِ أنّ عددَ قتلى العدو بَلَغَ اثنينِ وخمسينَ جندياً.. وهم أدرى بمَن قَتلوا وأسَروا.. والحصارُ بالحصار.. فالقطاعُ المطوقُ إسرائيلياً وعَربياً تمكَّنَ مِن عزلِ إسرائيلَ عن سمائها بتوقفِ الرِّحْلاتِ الجويةِ أوروبياً. لكنْ . فرنسا وألمانيا وهولندا ودولاً أوروبيةً سارت في رَكبِها. تنقطعُ عن الفضاءِ ولا تَدينُ ما يَجري على الأرض. ومقتلُ عائلةٍ ألمانيةٍ في قطاعِ غزةَ لا يُحرّكُ برلين.. قصفُ المدنيينَ وملاحقتُهم إلى مقارِّ الأممِ المتحدةِ لا يَستدِرُّ عطفَ لوران فابيوس الذي أقامَ الدنيا على خَطفِ المُستوطنينَ الثلاثةِ وأقعدَها اليومَ على مقتلِ ستِ مئةٍ وخمسينَ فِلَسطينياً. ففي حادثِ المستوطنين الذين لم نعرفِ حتى اليومِ مَن قتلَهم كان فابيوس: مستاءً.. غاضباً.. مستفزّاً جداً.. مصدوماً.. مضطرباً.. يَدينُ الأعمالَ الجبانة.. ولم يُبقِ تَعبيراً إلا واستلّه للتعبيرِ عن الغضب.. أما اليوم فيكتفي بالقول: إنّ الوضعَ غيرُ مقبول.. لكنّ غيرَ المقبولِ هو تصريحُه نفسُه الذي لا يتضمّنُ أيَّ تهديدٍ بعقوباتٍ على إسرائيل… لبنانياً.. ما اجتمعَ سنيورة وخليلٌ إلا وكانت الرواتبُ ثالثَتَهما.. بوادرُ صفْقةٍ لاحت لتجنيبِ المستقبلِ جلسةً تشريعيةً ودفعِ الرواتبِ من الاحتياط.. أما في جَلَساتِ انتخابِ الرئيسِ فإنّ الأجلَ غيرَ المسمّى ما زال سارياً.. والجلسةَ المقبلةَ ستُعقدُ في موناكو أو باريس على أقلِّ تعديل لأنّ نِصابَ النوابِ هناك يكونُ قد اكتَمل.. مع توافدِ أهلِ السلطةِ التشريعيةِ إلى مرابعِ الصيفِ وشمسِ المتوسط.. فلا كان رئيسٌ ولا كانت سلسلةٌ ولا مواطنون.. وموظّفون حرقتْهم شمسُ الاعتصامات.